قدم إلى الحياة يحمل بين أضلعه الهشّة معاناة ليدخل معه جميع أفراد عائلته في دوامة حوّلت الفرح بقدومه إلى حزن دائم حيث اكتشفت عائلته أنّه مصاب بتشوه على مستوى القلب فتجندت لعلاجه وخضع لعملية دقيقة وتصور الجميع انه افتك ابتسامة البراءة للملاك طارق البجاوي من مخالب المرض الخبيث، لكن ذلك لم يكن سوى إعلان بداية لمأساة ومعاناة جديدة وابتلاء صحي صعب بعنوان آخر إذ تبين أن هذا الطفل يعاني منذ حوالي سنة ونصف من تشوّه في الأذن يعوقه عن السمع. كما ثبت انه لن يتكلم . وقع الصدمة كان عنيفا جدا على أبويه فوالدته انهارت ولا تملك غير وابل من الدموع تذرفه وهي عاجزة أن تمنحه حياة كريمة. لم تصدق أن هذا الصغير الذي طالما حلمت أن تراه مميزا وعظيما مهدد بالحرمان من الدراسة ومن أن يكون طفلا عاديا يشارك أترابه اللهو ويتمتع بطفولته. هذه الأم تمنت في كل لحظة أن يكون الحل قطعة تتبرع بها من جسدها حتى تنهي ألم فلذة كبدها وتؤكد أنها لو أمكن لأهدته حياتها بدلا عنها - ومهما بلغنا فنحن عاجزتين على تحويل دموع وعبرات هذه الأم إلى كلمات – لكن الحل ليس بيدها كما انه ليس مستحيلا حيث اشترط الطبيب لنفخ الروح في جسد هذا الرضيع الغض أن تزرع له قوقعة في أذنه كلفتها 38 ألف دينار عجز والده ذي الدخل المحدود جدا على توفيرها له خاصة أنّ والدته لا تعمل. ومع ذلك وطمعا في أمل معلّق في الغيب توجّهت العائلة إلى «الكنام» وتقدّمت بملفّ طفلها وكان الجواب: «استنى يا دجاجة». فحسب المعطيات الأولية قد تتحصل العائلة على إجابة بعد أن يصل عمر «طارق» إلى ثماني سنوات ويكون حينها قد حرم من أن تطأ قدماه المدرسة كأترابه ونظرا لكون هذه العائلة لم تقنط بعد من أملها في شفاء صغيرها فقد توجّهت إلى كل الجمعيات لكن دون جدوى وإلى عدّة قنوات تلفزية لكن ملفّه رُكن جانبا، واليوم يطمح الملاك طارق عبر هذه الرسالة في أن يجد قلبا رحيما يوفّر له سعر قوقعة تبعث فيه الحياة وتعيد البسمة إلى شفاه والديه والله لا يضيع أجر المحسنين.