أكد مصطفى بن أحمد النائب عن كتلة «الحرة» المنشقة عن «نداء تونس» في تصريح ل «التونسية» أنه لا أساس لصحة ما يتم ترويجه من طرف بعض الأطراف حول إمكانية عودة المنسلخين من «النداء» إلى حزبهم الأم, موضحا أن عودة النواب المنشقين إلى الحزب الأغلبي سابقا «مستحيلة» على حدّ تعبيره. ودعا مصطفى بن أحمد قيادات الهيئة التأسيسية ل «نداء تونس» و هم كل من رضا بلحاج وفوزي اللومي وبوجمعة الرميلي إلى الالتحاق بكتلة «الحرة», مؤكدا في الصدد ذاته التحاق كل من بشرى بلحاج حميدة وصابرين القوبنطيني رسميا بكتلة المنشقين. وتابع بأن الحديث عن أية عودة ممكنة للنواب المستقيلين إلى «النداء» غير مطروح بأي شكل من الأشكال, و أن انضمام رضا بلحاج إلى كتلة «الحرة» سيكون أيسر من كل إمكانية عودة المنسلخين. و أشار بن أحمد إلى أن عدد الملتحقين بصفوف هذه الأخيرة سيتضاعف و سيصل الى 40 نائبا أو أكثر خلال الصائفة المقبلة, علما ان عدد نواب الكتلة يبلغ حاليا 28 نائبا. هذه شروطنا للتنسيق مع «نداء تونس» وأوضح بن أحمد أن النواب المنسحبين من «النداء» بصدد بناء حزبهم الجديد الذي من أولوياته خوض الانتخابات البلدية القادمة, مبينا أن التحضيرات في أوجها لهيكلة الحزب سياسيا و تنظيميا و قانونيا, إضافة إلى تشكيل الهيئات التأسيسية. و لاحظ أن الباب يبقى مفتوحا للتنسيق مع كتلة «نداء تونس» بالبرلمان حول المواقف و الرؤى المتعلقة بالمشهد العام في البلاد, مؤكدا أن هذا التنسيق يظل رهين توفر شروط معينة على رأسها مدى استعداد نواب «النداء» للتعامل مع كتلة «الحرة» ككتلة مستقلة بذاتها. وبخصوص أجندا تحركات كتلة «الحرة» المطروحة للمرحلة المقبلة خاصة في ضوء التحضير لذكرى عيد الاستقلال يوم 20 مارس الجاري, قال بن أحمد إن نواب الكتلة سيجتمعون بداية الأسبوع المقبل لترتيب الأوراق و المواقف حول عديد المسائل ومن ذلك مستجدات الأوضاع في البلاد, لا سيما المتعلقة بالمواقف المضطربة للخارجية التونسية من بيان مجلس التعاون الخليجي القاضي باعتبار «حزب الله» منظمة إرهابية, مستطردا انه ستكون لاصطفاف تونس وراء هذا القرار انعكاسات سلبية على تموقعها. و أوضح أن نواب «الحرة» ضد تصنيف «حزب الله» كتنظيم إرهابي, و ذلك في إطار التزامهم بمبادئ الديبلوماسية التونسية القائمة أساسا على الحياد الإيجابي و عدم حشر أنفها في صراع المحاور, مشددا على ضرورة عدم الزج ببلادنا في هذا الصراع. أما عن عملية الإنقاذ الذاتي التي شرع فيها «نداء تونس» مؤخرا, فقد قال مصطفى بن أحمد إن هذه العملية لا تصب في خانة الإنقاذ بل هي تجميع لنفس الأشخاص مع المحافظة على التناقضات ذاتها التي سببت الأزمة العاصفة ل«النداء», و بالتالي فإنه ليس بالإمكان التوصل إلى حلول.