ما إن تناست جماهير النادي الإفريقي الهزيمة القاسية ضد شبيبة القيروان، حتى نامت ليلة الأحد على وقع هزيمة أشد مرارة ضد النجم الساحلي بهدفين لهدف واحد في قمة الجولة الرابعة إيابا من بطولة الرابطة المحترفة الأولى، هزيمة هي التاسعة لبطل الموسم الماضي جعلته يدخل وبصفة رسمية ضمن الفرق المعنية باللعب على تفادي النزول. العثرة الجديدة وعلى خلاف ما حاول رئيس الفريق إقناعنا بها، لم تكن نتيجة أخطاء الحكم كريم الخميري الذي وإن ارتكب بعض الهفوات التقديرية فإنه لم يرتكب أخطاء من شأنها التأثير على نتيجة المواجهة وحتى الورقة الحمراء التي رفعها في وجه المالي بوبكر ديارا كانت مستحقة وذلك بشهادة الجميع، وعليه فإنّ تبرير الخسارة «بالصفارة» هي تبريرات واهية ومحاولة جديدة من «الرئيس» لتبرير فشله وفشل هيئته المديرة في المحافظة على استقرار الفريق وفي استثمار ما حقّقه من نجاحات في الموسم المنقضي. الرياحي حاول امتصاص غضب الجماهير من خلال ربط النتائج المخجلة التي يحققها الفريق هذا الموسم بالظلم الذي يتعرض له الفريق من قبل الجامعة ووزارة الشباب والرياضة، وهذا أمر مبالغ فيه في الحقيقة رغم إقرارنا بأن زملاء خليفة قد ظلموا في بعض المواجهات. الرجل الأول في الفريق كان عليه أن يشخّص وبدقّة علل فريقه لا محاولة البحث عن أكباش فداء ليمسح فيهم ذنوبه وما أكثرها في الحقيقة، وراح يكيل التهم يمنة ويسرة بحثا عن خروج سليم من سقوط جديد ساهمت فيه عديد العوامل تأتي على رأسها اختيارات الهولندي كرول الذي دخل اللقاء بتركيبة خاطئة مكنت النجم من كسب المواجهة. «موش كيف كيف» قلنا إن التبريرات التي ساقها سليم الرياحي لتفسير النتائج المهزوزة لفريقه لم تكن بالقوة اللازمة لتقنع جماهير الإفريقي التي تعي جيدا أن حال فريقها هو نتاج طبيعي لأخطاء رئيسها وتعويله على أسماء لا يمكن أن تؤتمن بأي حال من الأحوال على فريق بعراقة الإفريقي، ولعل المتابع لتصريحات الرئيس في برنامج الأحد الرياضي يقف على محاولة استبلاه واضحة من الرياحي للجماهير حيث أكد أن المرتبة التي يحتلها الفريق إلى غاية جولة أول أمس لا تشكل إشكالا كبيرا وإنها شبيهة بالمركز الثاني أو الثالث أو الرابع وهذه مغالطة كبيرة لاعتبارات عدة أولها أن فريق «الشعب» لم يتعوّد طوال مسيرته الحافلة على التواجد في مثل هذه المرتبة كما أن عدم التواجد ضمن المراكز الثلاثة الأولى يعني غياب الفريق عن المشاركات الإفريقية إلا إذا وفق في رفع الكأس. «حرابش» الرياحي المسكنة لم تعد تكفي لإزاحة الصداع الذي تشعر به الجماهير وبالتالي عليه الابتعاد عن «الشعبوية» والتركيز على تعديل الأوتار حتى يتصحح المسار. طيف « الوحيشي» من جديد بعد كل عثرة يكثر الحديث عن ضرورة عودة منتصر الوحيشي مهندس انجاز الموسم الماضي، وهذا ما طالبت به فئة من الجماهير بعد نهاية كلاسيكو الأحد، طلب رفضه سليم الرياحي الذي أكد بأن ملف الوحيشي أغلق بصفة نهائية وأنه لا مجال لعودته في الوقت الحالي مهما كانت النتائج وترتيب الفريق، إجابة قطعية يجب أن تصل إلى الفئة من الجماهير التي لم تقتنع بعد بأن مشاكل الإفريقي لن تحل بمجرد عودة الرجل لأن الداء أعمق بذلك بكثير. مشكل المستحقات يطرح من جديد رغم تأكيد الرجل الأول في الفريق على أن اللاعبين تحصلوا على كامل مستحقاتهم المادية، فإن مصادر مطلعة أكدت لنا بأن زملاء خليفة لم يتحصلوا بعد على جرايات شهري جانفي وفيفري ومنح الانتاج المتعلقة بنصف الموسم كما تم سحب سياراتهم بقرار من الرياحي وهو ما يفسر الأداء الشاحب الذي ظهروا به في المباريات الأخيرة. ولئن كان من حق اللاعبين المطالبة بمستحقاتهم فذلك لا يمكن أن يبرر تقاعسهم وعدم جديتهم في الدفاع عن الألوان التي يرتدونها. تجارب «كرول» أضرت بالفريق صحيح أن النادي الإفريقي لم يكن على درجة كبيرة من السوء في لقاء الأحد وقدم مباراة محترمة في العموم وخاصة في الفترة الثانية بعد أن عدل الهولندي رود كرول الأوتار وأصلح أخطاء البدايات والتي مكنت النجم من أخذ الأسبقية. الهولندي أخطأ عندما دفع بمهدي الوذرفي لأول مرة كظهير أيمن وأخطأ ثانية عندما اعتمد على صابر خليفة كرأس حربة وأخطأ ثالثة عندما وضع الوسلاتي والشنيحي جنبا إلى جنب وهو ما قلل من خطورة الثاني الذي تحرر في الشوط الثاني بعودة الوسلاتي إلى الرواق الأيمن، تفاصيل صغيرة ولكنها كانت مؤثرة في النتيجة النهائية للكلاسيكو وما على كرول إلى تعديل رميه سريعا لأن المواجهة القادمة ضد مولودية بجاية في ذهاب الدور الثاني من مسابقة رابطة الأبطال لن يقبل فيها الجمهور إلا بفوز صريح وأداء مقنع. انتهى عهد «ناطر» و«بلعيد» تأكيدا لما كنا قد أشرنا إليه في عدد سابق، باتت مسألة تجديد عقدي التيجاني بلعيد وستيفان حسين ناطر محل شك، وهذا ما أشار إليه سليم الرياحي في تصريحاته الأخيرة والتي أكد فيها عدم استعداده للتجديد للاعبين غير منضبطين وغير راغبين في البقاء في الفريق، الرياحي أكد أن هذه المسألة تبقى بيد المدرب الهولندي رود كرول الذي يبدو غير مقتنع بما يقدمانه والدليل موافقته على الاستغناء عنهما قبل لقاء مهم بحجم مواجهة النجم الساحلي. ناطر وبلعيد لن يكونا الوحيدين اللذين سيغادران أسوار الحديقة بما أن لسعد النويوي وعماد المنياوي وسليمان كوليبالي وسيف الدين الجزيري مهدّدون بدورهم بالمغادرة إذا لم يتطور أداؤهم في ما تبقى من الموسم. «توري» فوق النقد إلى جانب المتألق بسام الصرارفي، قدم المالي ماليك توري مباراة كبيرة عشية الأحد الماضي وكان أحد أهم نجوم الكلاسيكو حيث تلاعب في أكثر من مناسبة بمدافعي النجم وكشف عن مخزون فني رهيب سيستفيد منه الفريق في المستقبل، بقي أن نشير إلى أنّ المالي كان على أعتاب المغادرة في الميركاتو الشتوي قبل أن ينقذه وكيل أعماله وهو نفس وكيل أعمال كرول ويمدد إقامته في الحديقة. «بن يحيى» في الخدمة ينطلق اليوم النادي الإفريقي في الإعداد لمباراة السبت القادم ضد مولودية بجاية الجزائري لحساب ذهاب الدور الثاني من مسابقة رابطة الأبطال الإفريقية، وستشهد تشكيلة الفريق عودة وسام بن يحيى المعاقب على المستوى المحلي، مقابل غياب كل من توري وديارا اللذين سيكونان في الخدمة في حال حقق الفريق المرور إلى الدور القادم.