يوم (الاثنين 7 مارس) لم يكن عاديّا في فضاء المدرسة الابتدائية «الامام ابن عرفة» من دائرة «العمران الأعلى» حيث التقت منذ الصباح الباكر جحافل التلاميذ والأولياء تحت إشراف الاطار الاداري والتربوي للمدرسة في ساحة العلم المفدّى للاحتفاء بجيشنا الباسل في صورة عنوانها عشق الوطن والوفاء له منذ نعومة الأظافر. لقاء رائع بكل المواصفات وقف فيه التلاميذ والأولياء والمربّون وعناصر من الجيش الوطني يحيّون علم تونس ويردّدون النشيد الوطني على أنغام موسيقى الفرقة النحاسية المتميّزة حضورا وأداءا فيتردّد صدى الانشاد في فضاء المكان ليبعث في النفوس حماسة تفاعل معها الجميع كأروع ما يكون في موكب احتفال التقى فيه صغارنا وجها لوجه مع جنودنا البواسل وقدّموا لهم باقات الأزهار هدية حبّ وامتنان باعتبارهم مرّوا سابقا في دروس القراءة والمحفوظات والتربية الموسيقية بنصوص وقصائد تتغنّى بجيشنا الباسل وترسم صورته المتوهّجة في قمم الجبال وبين الأودية وفي الغابات وعلى الحدود يحمي الوطن ويدافع عنه كأبهى ما يكون. ساعة من الزّمن توهّجت بعشق الوطن وارتفعت فيها أعلام تونس تخفق عاليا في ساحة هذه المدرسة العريقة وتعانق فيها الأولياء والتلاميذ مع جنودنا أمام الإشارات الضوئية للهواتف الجوالة في صور تذكارية ستخلّد حتما هذا اللقاء في ألبوم الحاضرين لتؤشر بأنّ «تونس» الوطن تنام في القلب وأن الأجيال القادمة هم حتما من سيرسمون صورة «تونس» العزّة والكرامة لأن الدرس الذي أشّر له هذا الموكب الاحتفالي كان عميقا ومؤثرا يكتنز لدى الشعب معاني التضحية والوفاء. تكريم كان في أسمى تجلياته الوطنية والوجدانية من مدرسة «الامام ابن عرفة» لجيشنا الوطني على نخب مشروع تربوي متكامل يرسّخ لدى الناشئة هويتهم الوطنية ويدّعم لديهم الاعتزاز بالوطن منذ صغرهم خاصة أن هذا الموكب البهيج تجلّت فيه معاني التفاف كل الأطراف الفاعلة في الحقل التربوي بالجهة من الأولياء وصولا إلى التلاميذ ومرورا بالمربّين.. الجميع اليد في اليد من أجل اعطاء صورة جديدة للمؤسسة التربوية وهي تتموقع ضمن مؤسسات المجتمع المدني في شتى أبعاده وذلك بحضور «مصباح السلامي» مدير المرحلة الابتدائية بالمندوبية الجهوية للتربية تونس 2 و«مراد بن بلقاسم» مدير إدارة التكوين والتقييم والتدريس من وقعا بحضورهما مدى التزام الإدارة بتفعيل شتى التظاهرات والمشاريع المجتمعيّة والابداعية .. وكان لحضورها تأثير موّجه من الحجم الثقيل لدى المربين والأولياء حيث أدركوا أن المؤسسة التربوية بين أياد أمينة ويوجّهها أصحاب خبرة وتجربة مؤمنين بالتجديد والتطوير في صلب عمل متكامل تشارك فيه كل الأطراف على غرار هذا اللقاء بشتى أبعاده الذي سهر على تأمين ثلّة من الأولياء ومربّي هذه المدرسة والاطار الاداري المتكون من «حياة الجويني» و«نورة بالنّاصر» و«فاطمة بلحولة» ولجنة التنظيم التي سهرت على كل صغيرة وكبيرة حتى يحظى جيشنا الوطني بأحسن استقبال والمتكوّنة من صاحبة المهمات الصعبة «نائلة الرياحي» و«فضيلة الصمداوي» و«حكيرة لاغة» على وقع خليّة نحل لم تهدأ منذ الصباح الباكر لتهب للحاضرين صورة رائعة بأبعادها الوطنية عنوانها حبّ تونس الوطن وتكرّم جيشنا الباسل الذي شاركه الأطفال الصغار ترديد النشيد الوطني مع بعض الأناشيد الوطنية الحماسية في لحن بديع وفي موكب رهيب سيبقى عالقا بالأذهان.. بين المكان وعلى طول الزمان.. برافو لهذه المدرسة العريقة .. والشيء من مأتاه لا يستغرب.