ضمن دروس مجال اللغة العربية استثمر تلاميذ السنة الخامسة من المدرسة الابتدائية نصّا عنوانه «وسطع النّور وضّاء» من كتاب «قنديل أمّ هاشم» للأديب «يحيى حقّي» تفاعلوا فيه بتوجيه من معلّمهم مع ملفّ حارق تناولته بعض القنوات التلفزية والمتعلّق أساسا بظاهرة التداوي بالشّعوذة واعتماد الطبّ الرعواني. وفي نشاطهم هذا بمراوحة بين الشفوي والكتابي اكتشف التلاميذ معاني النصّ وعمّقوا فهمهم وحلّلوا وفسّروا وأيدوا رأيهم ثم توسّعوا معتمدين على أهم مقاطع النص المقروء.. «عاد إسماعيل من أوروبا بعد سبع سنوات قضّاها في تعلّم الطبّ وها هو يرجع اليوم غانما».. «وأقبلت أخته فاطمة معصوبة العينين، فهي ترفع ذقنها لتستطيع أن ترى وجهه لم يدعها الرّمد منذ سافر».. «ولم يأكل هو من شدّة الصدمة».. «ورأى اسماعيل أمه وفي يدها زجاجة صغيرة وترقد فاطمة على الأرض وتضع رأسها على ركبة الأمّ فتسكب في عينيها سائلا تتأوّه منه فاطمة وتتألّم»... «هذا زيت قنديل أم هاشم تعوّدت أن أقطّر لها منه كل مساء»... «قفز اسماعيل من مكانه كالملسوع وهو طبيب عيون».. فتح باب النّقاش وتبادل التلاميذ الآراء تحت توجيه معلّمهم وأجمعوا بالتبرير والتأكيد على فضاعة ما اقترفته الأم لأنها اعتمدت على طريقة رعوانية في التداوي ثم واصلوا خاتمة النصّ ليعرفوا موقف الأخ.. «تقدّم اسماعيل إلى فاطمة وحلّ عصابتها وفحص عينيها فوجد رمدا قد أتلف الجفنين وأضرّ بالمقلة، حالها تسوء بالزّيت الحار الكاوي»... «خرج من الدار وعاد يحمل كيسا به زجاجات وأربطة ومراهم وبدأ علاجه كما يقتضيه طبّه وعلمه».. «قاوم وثابر وأخيرا لاحت بارقة الأمل واذا بها ذات صباح تفتح عينيها لترى النور ساطعا وضّاء». انفرجت عقدة النصّ وابتهج التلاميذ لشفاء البنت وأدركوا أن العلم قبل التطبّب.. ولا مكان عند المرض للعلاج التقليدي في وقت يتقدّم فيه مجال الطبّ تقدّما لا مثيل له.