وافانا الأستاذ والخبير منير القصري (مختص في علم النباتات وناشط بالجمعية التونسية الشبان والعلم بتونس) بمقال طريف وقيّم حول أصل تسمية «ورد أريانة» ومصدر الخطأ والصواب في هذه التسمية ذات الأصول التأريخية والحضارية وفي ما يلي نص المقال: كلمة Gallica تعني بالفرنسية Les habitants de Gaulle وبالتالي يتضح خطأ من سماها Rosier de l'Ariana ولكن الصحيح هو Variété de l'Ariana ذات خمس تويجات (Cinq pétales). هي نبتة ذات حجم صغير، أصلها من آسيا الغربية تتميّز بشوكها القصير والمعقف وبورقاتها ذات خمسة تويجيات مسننة. هذه الوردة هي الأكثر شيوعا في استخراج العطور الشذية، ولها استعمالات شتى في التطبب حيث تقطف قبل تفتحها. فالموطن الاصلي لورد أريانة هو تركيا ومنه انتقل الى الأندلس ثم المغرب فتونس التي دخلها سنة 1637 وظهر لأول مرة بمنطقة أريانة وخاصة بجهة جعفر من ولاية اريانة قبل ان ينتقل الى صفاقس والقيروان وجربة. ونوّه الكثير من العارفين بالوردة الحمراء ولاسيما الرازي الذي قال بفاعليتها ضد مرض السل الرئوي الرهيب، ووقع اعتمادها فيما بعد في العديد من الأدوية وبخاصة خلال القرون الوسطى وعصر النهضة. فخلال القرن التاسع عشر أشاد «روك» بمحمية الورود الحمراء التي انشأت من قبل الأطباء العرب، وذكر محاسنها الطبية وقيمة أثرها الطبي وخاصة على الأشخاص الوهنين. وقد اشتهرت الوردة الحمراء في عصر نابليون وذاع صيتها بين أطباء الجيش الامبراطوري حيث كانوا يتزودون بورقاتها المجففة لاستعمالها في مقاومة عسر الهضم والتهاب الأمعاء وآلام الحنجرة والوهن والأمراض المتصلة بالجلد وإصابات العيون، كما لهذه الوردة استعمالات ضد (العذر). لقد عُثر على مخطوط قديم بالجداول الركنية للرحالة الشهير «قلقامش» يحتوي على وصفة متكونة من معجون ورقات هذه الوردة ومخلوط بالزيت النباتي العبق (تيريبنتين). ويدرج الطبيب الاسباني الشهير «آرنو دي فيلنوف» الذي عاش في القرون الوسطى هذه الوردة في النظام الغذائي، حيث يقول: «يُغلى كيس متكون من ثلاثة تويجيات الوردة وأربعة أطراف نبتة الريحان. القيمة الاستشفائية للوردة الحمراء قيمة منشطة وتساعد على الاندمال بسرعة، وينصح بها ضد السيلان المزمن والنزيف والإسهال. في الاستعمال الخارجي، لهذه الوردة مفعول محمود في اندمال الجروح وعلاج الإسهال واصابات الزكام عن طريق الغرغرة او الحقن. وهي كثيرة الاستعمال في مداواة الاصابات الجلدية وهي تدخل في خانة المراهم الزهرية وماء الورد المقطر او خل الزهر، أو كما هو معهود في شمال فرنسا يستعمل في تضميد الجروح. وتحتوي روح الورد الأحمر على مكوّنات تخديرية وهو ما يفسّر استعمال ماء الورد للتقطير لمعالجة أوجاع والتهاب العينين. وفي الاستعمال التجميلي للعينين فإن الضمادات المبللة بماء الورد البارد ذات فاعلية هامة للقضاء على التهاب جفون العينين فضلا عن تجميل النظر ومنحه مظهرا مبهرا.. بقلم: منير القصري (مختص في علم النباتات)