كشف محمد بنّور القيادي في حزب «التكتل» في حديث ل«التونسية» أن المشاورات تجري على قدم وساق مع حزب «التحالف الديمقراطي» من أجل الإنصهار في إطار سياسي وحزبي موحد, متابعا بأن نقاطا عديدة تجمع بين حزبي «التكتل» و«التحالف الديمقراطي» تخول لهما الإندماج في كيان سياسي واحد, وذلك بهدف خلق إطار جديد يجمع مكونات العائلة الديمقراطية الإجتماعية. و أضاف محمد بنور أن عددا من المستقلين سيكونون ضمن الإطار السياسي الجديد الذي سيجمع الحزبين المذكورين والمنتظر الإعلان عنه رسميا خلال شهر أفريل المقبل, وعلى أقصى تقدير موفى ماي 2016.و بخصوص تراجع حزب «التيار الديمقراطي» عن مشروع الإنصهار مع حزبي «التكتل» و«التحالف», أوضح بنور أن قرار التيار الديمقراطي عقد مؤتمره المقبل قبل الإندماج هو ما عرقل انضمامه إلى الإطار السياسي الجديد نظرا لأن الحزب المذكور قرر حل نفسه خلال مؤتمره القادم, وهو ما يتطلب الكثير من الوقت. وأشار في السياق ذاته إلى أن المجال يبقى مفتوحا أمام «التيار الديمقراطي» في حال قرر الالتحاق بالكيان الحزبي الجديد الذي سيجمع بين «التكتل» و«التحالف». و أكد محدثنا أنه يجري حاليا حل الحزبين المذكورين مقابل صياغة النصوص التأسيسية للإطار الجديد والتنسيق مع المجالس الوطنية من أجل الإندماج, مبينا أن المشاورات متقدمة جدا في هذا الخصوص, وأن الاتفاق جار مع ممثلي المجالس الوطنية لكلا الحزبين ومع الشخصيات المستقلة التي ستلتحق بهما من أجل تحديد الأولويات المقبلة المتمثلة في برامج الحزب الجديد من حيث أهدافه ومشاريعه وتموقعه في الخارطة السياسية.أما عن القيادة التي ستقوم بتسيير الحزب الجديد, فقد قال بنور إنه سيتم تشكيل مكتب مكلف بإعداد مؤتمر الحزب المقبل, موضحا أن بقاء القيادات القديمة سواء بالنسبة للتكتل أو للتحالف الديمقراطي ليس مضمونا, مؤكدا أن التوجه العام للحزب الجديد هو التشبيب أي فتح المجال أمام الشباب لتسيير الحزب, وأنه يمكن للقيادات القديمة ترؤس اللجان السياسية أو الاشراف على التأطير والتكوين فقط. وأعقب أن الجهات ستكون بدورها ممثلة بقوة في الحزب الجديد, مستطردا أن إنصهار الحزبين يتنزل في إطار لم شمل العائلة الديمقراطية الاجتماعية والقطع مع الممارسات «الفاسدة» التي لا تؤمن بالتداول على القيادة.وفي إجابة عن سؤال «التونسية» حول مدى قدرة أحزاب صنفت ب «المنهزمة انتخابيا», في نيل ثقة وصوت المواطن من جديد, أشار محمد بنور إلى أن «التكتل» فشل في الانتخابات التشريعية الفارطة لأسباب عديدة سواء كانت داخلية أو خارجية, مبينا أن الأحزاب الفاشلة إنتخابيا ستجدد نفسها من أجل نيل ثقة المواطن ثانية.واعتبر بنور أنه لولا تدفق المال السياسي وتجنيد الماكينة الإعلامية لما تمكن «نداء تونس» وحركة النهضة» من الفوز بنتائج الانتخابات الفارطة. و لاحظ في الإطار ذاته أن رئيس «الوطني الحر» سليم الرياحي يفتقد إلى أية تجربة سياسية, وأن حزبه مع ذلك اليوم من بين مكونات الائتلاف الحاكم نظرا لتوفر عاملي المال السياسي والماكينة الإعلامية, مبينا في الأثناء أن تحييد المساجد والإعلام والفرق الرياضية وغيرها هو عملية أساسية في الاستحقاق الانتخابي.