شكل اللقاء الودي الذي أجراه الترجيون أمس بحديقة الرياضة «ب» ضد مستقبل المرسى اختبارا جديّا ومفيدا لكامل المجموعة قبل أسبوع من دربي العاصمة أمام الإفريقي ، فبقطع النظر على النتيجة التي كانت لصالح أبناء باب سويقة برباعية نظيفة تجسّم الإتجاه الواحد الذي عرفه اللقاء فإن المدرب عمار السويّح خرج دون شك باستنتاجات ستفيده كثيرا للإعداد الجيّد لهذا الموعد طوال هذا الأسبوع وكذلك لتحديد اختياراته على مستوى التشكيلة الأساسية وطريقة اللعب... صحيح أن الود مع أبناء الصفصاف يختلف كليّا عن لقاء الأجوار الذي ينتظر الترجيين في نهاية هذا الأسبوع لكن هذا لا ينفي أن المباراة الودية كانت مفيدة وإيجابية على العديد من المستويات. «المباركي» في مركز جديد من بين التغييرات والتعديلات التي أقدم عليها المدرب عمار السويح بمناسبة هذا الاختبار الجدي أمام فريق الصفصاف التعويل على إيهاب المباركي على الجهة اليسرى للخط الخلفي، هو مركز جديد على هذا اللاعب غير أن المردود الذي قدمه كان طيبا في العموم وأنجز المباركي ما كان مطلوبا منه خصوصا من الناحية الهجومية حيث كان وراء التمريرة الحاسمة التي مكنت فخر الدين بن يوسف من افتتاح النتيجة قبل أن ينهي اللقاء على الجهة اليمنى ويمهّد طريق الشباك أمام هيثم الجويني تسجيل الهدف الرابع... قد يؤكد الإطار الفني للأحمر والأصفر هذا الإختيار خلال الدربي وهذا ما ستكشفه لنا الحصص التدريبية القادمة لكن تبقى إمكانية التراجع على هذه الفكرة واردة خصوصا في ظل توفر ظهير أيسر حقيقي وأصلي في المجموعة وهو حسين الربيع الذي أقنع في دربي الذهاب وأظهر من الإمكانيات ما يسمح له بالقيام بالمهمة على أحسن وجه يوم الأحد القادم. الانطلاقة الجديدة ل«الجويني» نبقى مع الإيجابيات التي استنتجناها من هذا اللقاء على المستوى الفردي لمردود وإضافة لاعبي الأحمر والأصفر لنشير إلى الهدفين اللذين سجلهما هيثم الجويني الذي قدم بالمناسبة مستوى متميزا أكد به أنه يجني فعلا ثمرة الجدية الكبيرة التي أظهرها في المدة الأخيرة واستفادته من التدريبات الإضافية التي حرص على الخضوع لها ... الجويني بدا في أحسن حالاته طوال هذه المباراة خصوصا على المستوى الذهني الذي شكل العائق الأكبر الذي منع هذا المهاجم من تفجير كل طاقاته واللعب على حقيقة إمكانياته... الجميع في نادي باب سويقة يتنبؤون بانطلاقة جديدة لهذا اللاعب قد تكون الموفقة ناهيك وأنه يتمتع بوقفة جماعية كبيرة من كل زملائه وكذلك من أنصار الأحمر والأصفر. «بقير» لم يضمن مكانه مقابل هذه الإيجابيات كان واضحا أن سعد بقير يشكو من نقص كبير في نسق المقابلات بعد غيابه عن مقابلتي كأس الإتحاد الإفريقي ضد النهضة التشادي حيث غابت عن المردود الجماعي للترجي الرياضي اللمسة الفنية لهذا اللاعب وبالتالي إضافته سواء على مستوى التمريرات الحاسمة الممهدة للفرص السانحة للتهديف أو على مستوى الكرات الثابتة التي تعتبر سلاحا قويا لصنع الفارق... صحيح أن الحصص التدريبية القادمة ستساعد صانع ألعاب فريق باب سويقة على التحسن من الناحية البدنية ما سيسمح له باستغلال إمكانياته الفنية أفضل لكن وإلى حد اليوم فإن هذا اللاعب لم يضمن بعد مكانه كأساسي في التشكيلة في دربي الأحد القادم ناهيك وأن الثنائي القادر على تعويضه في هذه الخطة ونعني غيلان الشعلالي والياس الجلاصي يمران بفترة انتعاش ويمكن بالتالي أن يكونا أنجع وأنفع للفريق في هذا اللقاء. انطلاق التحضيرات للدربي بعد المباراة الودية أمام مستقبل المرسى التي سجل فيها فخر الدين بن يوسف وادريس المحيرصي وهيثم الجويني في مناسبتين أهداف الترجي الرياضي الأربعة ركن لاعبو الأحمر والأصفر كامل يوم أمس إلى الراحة على أن يستأنفوا اليوم نشاطهم للشروع في إعداد العدة لمباراة الأجوار... الإطار الفني ضبط برنامجا يحتوي على ست حصص تدريبية موزعة بين اليوم الثلاثاء ويوم السبت موعد آخر مصافحة قبل مواجهة الجار يوم الأحد... التدريبات ستكون مركزة على الجانب التكتيكي لتجهيز الخطة المثلى الكفيلة بنجاح الفريق في مواصلة سلسلة نتائجه الإيجابية واجتياز عقبة الدربي بسلام وهو الأمر الذي سيضاعف من حظوظ الترجي الرياضي في منافسة النجم والصفاقسي على لقب البطولة.