عرضت أمس مؤسسة الأرشيف الوطني وللمرة الأولى وثيقة الاستقلال التام للبلاد التونسية الموقعة من طرف الوزير الأكبر الطاهر بن عمار و وزير الخارجية الفرنسي آنذاك كريستيان بينو في 20 مارس 1956 وذلك في رد على كل من يدعي ان تونس لا تملك وثيقة بروتوكول إستقلالها. وحضر المعرض الوثائقي رئيس الحكومة الحبيب الصيد الذي اطلع على جملة الوثائق المعروضة و التي تجسد عراقة البلاد التونسية و الإصلاحات التي قامت بها لحصولها على الإستقلال التام وإلغاء عهد الحماية. وأكد رئيس الحكومة في تصريح إعلامي على اهمية ذكرى أحداث 9 افريل وأهمية إحياء مؤسسات الدولة لهذه الذكرى عرفانا منها بالجميل لما قدمه الشهداء لتونس قصد تحقيق الإستقلال. وبين ان مثل هذه المناسبات ستمكن الشباب التونسي من الإطلاع على تاريخ بلاده وما قام به أجداده من اجل تونس و إستقلالها مبرزا ان هذه المسألة ستزيده حماسا وستدفعه إلى تشييد تونس الجديدة و الدفاع عنها. وتضمن المعرض الوثائقي الذي نظمته مؤسسة الأرشيف بمناسبة إحيائها لذكرى 9 افريل 1938 جملة من الوثائق الهامة شملت وثيقة عهد الأمان و دستور 1861 إضافة إلى جملة من الوثائق حول احداث 8 افريل من بينها لائحة المؤتمر الثاني للحزب والتي كانت نقطة إعلان القطيعة مع السلطة الإستعمارية جراء تراجعها عن وعود الإصلاح. كما تم نشر جدول إحصائي لمظاهرات 8 افريل داخل البلاد التونسية إضافة إلى الامر المتعلق بحل الحزب الدستوري الجديد الصادر في 12 أفريل 1938 بعد إيقاف أبرز قياداته على غرار علي البلهوان صاحب خطاب 8 افريل امام إقامة فرنسا و الحبيب بورقيبة الذي تم إعتقاله من على فراش المرض. و في كلمته بين مدير عام الأرشيف الوطني ان إحياء المؤسسة بأحداث 9 افريل 1938 يعود إلى تموقعها بالمكان الذي جدت به الأحداث آنذاك كما استعرض تفاصيل الأحداث والصدامات التي كانت نتائجها وفق تعبيره جسيمة سياسيا و بشريا. و اوضح ان احداث 9 افريل اسفرت عن سقوط 23 شهيدا و عدد كبير من الجرحى لكن الصحف الفرنسية تحدثت عن سقوط 150 شهيدا مرجعا سبب التضارب في الأرقام إلى خوف الأهالي الذين قاموا بدفن ذويهم في سرية خوفا من التتبعات. وأكد ان لاحداث 9 افريل 1938 مكانة خاصة في تاريخ الحركة الوطنية والعمل الوطني الذي انتهج مسارا عقلانيا باتباعه لسياسة المراحل مبينا ان هذه المسألة مكنت تونس من الحصول على إستقلالها بأقل التكاليف مقارنة بدول أخرى على غرار الجزائر التي دفعت مليون شهيدا مقابل ذلك.