أخبار تونس - تحيي تونس اليوم بكل نخوة واعتزاز الذكرى 72 لحوادث 9 أفريل 1938 المجيدة، سعيا إلى رد الجميل والوفاء الدائم لشهداء الكفاح الوطني والإجلال الكبير للمقاومين والمناضلين وقادة الحركة الوطنية وزعمائها. ومثلت أحداث 9 أفريل 1938 محطة حاسمة أبرزت التفاف الشعب التونسي حول أهداف ومطالب موحدة في سبيل الحصول على السيادة والاستقلال كما أقامت الدليل على ما بلغه الشعب التونسي آنذاك من وعي بحقوقه السياسية تجسم في خروجه للمطالبة ببرلمان وطني. مطلب قابلته السلط الاستعمارية بالقمع والعسف مما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء وايقاف مجموعة من زعماء الحركة الوطنية. كما أن هذه الأحداث عكست ريادة الشباب التونسي في النضال الوطني، إذ أن الزعيم الشاب علي البلهوان كان ألقى خطابا ضمنه مطلب انتخاب برلمان تونسي يوم 8 افريل 1938 أمام مقر الإقامة العامة الفرنسية، داعيا إلى تنظيم مظاهرة سلمية يوم 10 أفريل إلا أن السلطات الاستعمارية عمدت إلى القاء القبض عليه مما حدا بالجماهير إلى التجمع يوم 9 أفريل وأدى إلى اندلاع تلك الأحداث الدامية. ووفاء للتضحيات التي قدمها شهداء تونس فإن الرئيس زين العابدين بن على ماانفك في كل مناسبة يؤكد على أهمية إبراز واستحضار دور رجالات التحرير والنضال ولم يكن اشرافه يوم الثلاثاء 6 أفريل بالمنستير، على موكب إحياء الذكرى العاشرة لوفاة الزعيم الحبيب بورقيبة إلا تكريسا لإيمانه بمبادئ الاقرار بالجميل والفضل لزعماء تونس وفي مقدمتهم الراحل الحبيب بورقيبة. كما تتجسم عناية قيادة البلاد بجيل الكفاح التحريري في احداث مجلس استشاري للمقاومين والمناضلين يستأنس الديوان السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي بآراء أعضائه في ما يضبطه من توجهات. وقد تحول هذا المجلس بإذن من الرئيس بن علي سنة 2008 بمناسبة مؤتمر “التحدي” إلى مجلس للمقاومين وكبار المناضلين، بهدف تمكين أعضائه من أن يكونوا بصفتهم تلك أعضاء باللجنة المركزية للتجمع ويواصلوا البذل والعطاء لتكريس المشروع الحضاري للتغيير. وفي السياق ذاته تم سنة 1990 احدث المعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية، الذي يضطلع بعدة مهام، منها تدوين المعطيات والمعلومات المتعلقة بتاريخ هذه الفترة المتميزة في حياة الشعب التونسي وزعمائها وتجميع المصادر والمراجع والدراسات الخاصة بأشكال مقاومة الاستعمار، وتوثيق كل ما توفر حولها من شهادات مناضلين وشهود عيان. كما تتبدى معاني العرفان لشهداء الكفاح التحريري وزعمائه من خلال الحرص على صيانة أضرحتهم في مختلف الجهات وإقامة متحف تخليدا لذكرى الزعيم بورقيبة في روضة آل بورقيبة بالمنستير، إلى جانب إعادة تهيئة ضريح المناضل النقابي الوطني الزعيم فرحات حشاد بساحة القصبة بالعاصمة. وقد كان الرئيس زين العابدين بن علي في الذكرى ال 54 للإستقلال قد أبرز العلاقة العضوية والحتمية بين الاعتزاز بالإرث النضالي والمسؤولية التي تترتب عنه للحفاظ على هذا الزاد الوطني وترسيخ قيمه، حيث أبرز أن “الاعتزاز بالإرث النضالي الزاخر بالأمجاد لا يوازيه إلا إدراكنا للمسؤولية الملقاة على عاتقنا من أجل الحفاظ على هذا الإرث وترسيخ قيمه باستمرار”، إذ تتميز رؤية رئيس الجمهورية بكون الاستقلال أمانة يجب أن لا تركن فقط لما تحقق بل هي ترنو أبدا إلى رفع تحديات متجددة متطلبة المثابرة والبذل والإنجاز. رؤية تجعل من الماضي ومفاخره معينا للحاضر والمستقبل حيث تتالت الاصلاحات في كل مضمار منذ تحول 7 نوفمبر 1987 مرسخة دعائم دولة القانون والمؤسسات والمسار الديموقراطي ومتانة الإقتصاد الوطني فمن أهم أبعاد الوفاء لتضحيات الشهداء الالتزام برفع التحديات الراهنة والمستقبلية. شعار رفعه الرئيس بن علي للمرحلة القادمة “معا لرفع التحديات”.