فأجأتنا القرارات الأخيرة المتخذة من طرف مكتب الرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة ضدّ الملاعب والجماهير التي تسمح لنفسها بإشعال الشماريخ ورمي الملعب بالحجارة أو القوارير أو المقذوفات على الجماهير وملاعب الأندية المحلية والمضيّفة. نعم اقتصرت قراراتها وعقوباتها على ملاعب وجماهير الفرق المضيّفة واستثنت جماهير الفرق الضّيفة! نعم منذ مرحلة الإيّاب دخل هذا القرار الغريب والخطير في غياب نص واضح يشمله حيّز التنفيذ على أساس أنّ المباريات تجرى قانونيا ومنطقيا بحضور جمهور الفرق المضيّفة ولا دخل لها في تواجد جماهير الفرق الزّائرة حتى ولو اقترفت هذه الأخيرة أكثر من ذنب وتجاوزات لا تغتفر. نعم ولمّا سألنا أهل الرابطة ماذا لو كانت عواقب تصرّف الجماهير الزّائرة وخيمة وعنيفة (حجارة على الحكام أو اللاعبين فوق الميدان وإلحاق أضرار جسيمة فوقه فكان جوابهم أنهم لا يتخذوا أيّة عقوبة ضد من يتسبّب في مثل هذه الأضرار ويعتبرون العملية متأتية من جسم محايد (corps neutre) هكذا بكل بساطة، الحل في نظرهم ألاّ تسمح الفرق المضيّفة بتواجد محبّين من الأندية الضّيفة وأنها وحدها تتحمّل كلّ المسؤولية وكلّ ما يمكن أن يحصل من مكروه. وقد حصل أن تحوّل العديد من أنصار فرق زائرة (الترجي النجم الإفريقي وآخرها القيروان إلى ملاعب منافسيهم وأساؤوا التصرّف إزاء الحكم والجامعة) وتجاوزوا حدود الرصانة ولم تتخذ الرابطة بعين الاعتبار كلّ ما أشار إليه الحكّام ومراقبو هذه المقابلات بمعنى أوضح الرابطة تشجّع دون قصد وتسمح للمحبّين المتواجدين لمساندة نواديهم خارج ملاعبهم اقتراف ما طاب لهم من ممنوعات وعنف وحركات مشينة للأخلاق ويعودون إلى ديارهم فرحين مسرورين.