على طريقتهم الفنية والفلسفية بأبعادها الوجدانية لم يفوت طلبة المعهد العالي للفنون الجميلة بنابل الفرصة ليتفاعلوا مع الفضاء المجتمعي لمدينة «نابل» الساحرة حيث حوّلوا محطات الحافلات المنتصبة على أرصفة الشوارع والأنهج إلى محامل فنية يرسمون عليها شتى الصور بمختلف المواضيع والرؤى ويطبعون عليها حلم الشباب النابض بالحياة. مجموعة من طلبة هذه المؤسسة الجامعية العريقة والتي يشرف على ادارتها الدكتور «هشام المسعودي» طافوا بين لوحات محطات النقل حاملين ريشة الفنّان والألوان المائية وأقبلوا عليها بالرسم والزينة والتوشيح لتتحوّل إلى لوحات تشكيلية جميلة أضفت على المكان بهاء وكأنها تدعو المسافرين وهم ينتظرون حافلات خطوط المدينة إلى الانتشاء والارتياح في فضاء حالم رغم صغره بعد أن طلّق السواد والبؤس بفضل تدخل لبق وذكي من قبل بعض طلبة المعهد العالي للفنون الجميلة بنابل في ارسالية مضمونة الوصول تؤشر إلى أنّ شبابنا يكتنز الكثير من الابداع وحبّ العطاء والقدرة على الخلق والابتكار في شتى المجالات وأنه يصرّ على أن تظل تونس جميلة وساحرة... برافو لهؤلاء الطلبة الذين ساروا على خطى أساتذتهم وهم يهبونهم مقومات الفنون الجميلة وأسرارها ويدعونهم إلى الفعل والتطبيق في فضاءات المجتمع لأنهم منه وإليه .