أربعة وأربعون لوحة يعرضها مراد الحرباوي في معرضه الجديد الذي جمع فيه أعمال عامين من الثورة كان خلالها الحرباوي شاهدا على الحراك الشعبي والاجتماعي في الشارع التونسي. أربعة وأربعون لوحة يعرضها مراد الحرباوي في معرضه الجديد الذي جمع فيه أعمال عامين من الثورة كان خلالها الحرباوي شاهدا على الحراك الشعبي والاجتماعي في الشارع التونسي.
لم أرتوي بعد من الحرية.. هذا ما يردده دائما الحرباوي هذا الفنان الذي لم يتخلص من تلقائية الأطفال وعفويتهم ومرح الشبان وتعلقهم بالحياة الجميلة. تحررت ريشة الحرباوي مثلما تحرر الفكر والقلم، في المعرض لوحات من أحجام مختلفة تتراوح من الحجم الصغير إلى الأحجام الكبيرة التي تصل إلى 250 175 وأغلب اللوحات زيت على قماش كما قدم ثلاث منسوجات ومجموعة من أعمال التصوير (قلم رصاص).
تجربة
مراد الحرباوي الذي يعد أبرز أسماء التسعينات أراد في معرضه هذا ان يثبت تنوع تجربته وإذا كانت هذه التجربة متعددة في محاملها الفنية إلا أنها موحدة في خطابها فقد نجح الحرباوي في أن يكتسب لغته التشكيلية الخاصة. يعيد مراد الحرباوي في أعماله الزيتية تشكيل المشهد اليومي، انه فنان مسكون بالتفاصيل حتى كأنك تلتقط أصوات الباعة في أسواق المدينة العتيقة وتستمع لإيقاع الحياة وهمسات العشاق في احتفالهم بالجسد والبهجة.
لوحات مراد الحرباوي تحمل انسيابا قل ان نجده إلا عند كبار الرسامين التونسيين مثل محمود السهيلي والحبيب بوعبانة الذين يعتبرهم الحرباوي من بين أبائه الروحيين.
من يعرف مراد الحرباوي عن قرب في انفلاته اليومي وفوضويته البناءة لن يجد فرقا كبيرا بين حياته ورسومه، انه فنان بارع في ضبط ايقاعات الحياة وتحويلها إلى لوحات بصرية يعيد من خلالها تشكيل الفضاء، نظرة رسم تعبير ضوء مظاهر الشعب يريد حركة قيلولة قطيعة ضوء النهار صرخة 1 صرخة 2... وغيرها هي عناوين لوحات مراد الحرباوي التي كانت يوم أمس موضوعا لطلبة السنة الثانية في المعهد العالي للفنون الجميلة بتأطير الأستاذ المنجي معتوق وبعض الأساتذة الآخرين.
مراد الحرباوي في معرضه الجديد يحتفل بالحياة ويؤرخ لإيقاعها اليومي وانسيابها ويفتح نوافذ على المستقبل!