توج مناصفة كل من الدكتور طاهر عبد العظيم الاستاذ الجامعي بجامعة الفنون الجميلة بالقاهرة والمغربي سعد نزيه والفنان التشكيلي سردار لبليبسي من تركيا بجوائز افضل اعمال الدورة الحادية عشرة لمهرجان المنستير الدولي للفنون التشكيلية المنتظم من 2 الى 12 سبتمبر الجاري بقاعة عرض ميناء كاب مارينا السياحي بالمنستير . كما تحصل الطالب التركي بارك اريكان على شهادة افضل عمل للطلبة المشاركين في هذه الدورة من المهرجان الذي اسدل الستار على فعالياته مساء أول أمس بفضاء متحف الفنون التشكيلية الجديد . حكاية الالوان مع ريشة الفنان التشكيلي وخلال حفل الاختتام الذي حضره رئيس النيابة الخصوصية لبلدية المنستير والمندوب الجهوي للثقافة وممثل المندوبية الجهوية للسياحة وسفير تركيا بتونس والملحق الثقافي بسفارة روسيابتونس ، اجمع المشاركون على نجاح الدورة الحادية عشرة للمهرجان تنظيميا وفنيا ومن خلال الاعمال الفنية المميزة شكلا ومضمونا والمستوحاة من واقع جميل وزاخر بالطاقات والابداع والفن والاصالة وحب الحياة رغم مرارة الحقيقة التي يعيشها العالم والتي رسمتها ايادي فنانين تشكيليين عالميين مبدعين زادتها الالوان الزاهية جمالا ورونقا . وما شدّ انتباه المشاركين واثلج صدور اصدقاء المهرجان ، افتتاح فضاء متحف الفنون الجميلة بفلاز مدينة المنستير الذي طال انتظاره حتى يجمع أعمال المشاركين من مختلف الدورات السابقة واللاحقة. وفي هذا الصدد اوضح الدكتور طاهر عبد العظيم من مصر المتحصل على احدى الجوائز الثلاثة انه يشارك للمرة الثانية في مهرجان المنستير الدولي للفنون التشكيلية الذي يرى انه حقق المطلوب من خلال جمع عشرات من الفنانين التشكيليين من انحاء العالم بهدف خلق تواصل واحتكاك بين الطاقات المبدعة وتبادل للتجارب والخبرات بما من شأنه أن يساهم في تطور تقنيات الفنون التشكيلية في العالم . وعن لوحته الفائزة قال د. عبد العظيم انها تشكل منظرا من جمال مدينة سيدي بوسعيد بتونس التي زارها واعجب بها كثيرا من ناحية المعمار والالوان الزاهية التي جمعت بين البياض الناصع والازرق والتي تعكس على حد تعبيره وانطباعه الصفاء الدائم لتونس واهل تونس الذين مازالوا يحملون عمق الاصالة ومتمسكين بموروثهم التاريخي والحضاري الثري . وقد انطلقت فعاليات الدورة الحادية عشر للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمنستير الذي تنظمه جمعية الفنون الجميلة بالمنستير بالتعاون مع المندوبية الجهوية للثقافة تحت شعار « الوان من هنا وهناك » وبمشاركة 92 فنانا وفنانة تشكيلية من 28 دولة شقيقة وصديقة على غرار الجزائر وليبيا والمغرب وسوريا ومصر والعراق وتركيا وفرنسا وكندا وصربيا واكرانيا وروسياوتونس البلد المستظيف ومنها خمس دول تشارك لأول مرة بالاضافة الى طلبة معهد الفنون الجميلة بسوسة ، بعرض شريط وثائقي حول الثقافة والسياحة التونسية ثم تنظيم زيارات سياحية للمشاركين شملت زيارة الى الجنوب التونسي والى الصحراء دامت يومين انطلاقا من زيارة مطماطة و دوز وتوزر وقبلي حيث تم الاطلاع على جمال الصحراء والنخيل وعلى العادات والتقاليد التي مازال أهالي الجنوب التونسي محافظين على جزء هام منها وهو ما تم تجسيده بالاعمال المنجزة خلال الدورة التي كان 70 % منها مستوحاة من جمال الصحراء والنخيل وركوب الابل واللباس التقليدي . كما تم خلال الرحلة الاستطلاعية الى الجنوب زيارة مدينة القيروان وقصر الجم وفيه دلالات تشهد على الحضارات المتعاقبة في تونس والتي تركت بصمات الفن المعماري والفن التشكيلي معا . كما انتظمت على امتداد ايام المهرجان ورشات في الرسم تخللتها حصص تنشيطية وزيارة بحرية الى جزيرة قوريا وزيارات الى بعض المدن السياحية بالجهة . الدعم المادي الهاجس الازلي اكد نجيب الركباني نائب رئيس جمعية الفنون الجميلة بالمنستير والمكلف بالعلاقات الخارجية ان المهرجان يحقق نجاحا من دورة لأخرى وأن الجمعية تمكنت من الحصول على مقر ومن افتتاح المتحف الدولي للفنون التشكيلية الذي سعت الجمعية طويلا لاحداثه حتى يجمع كل اللوحات والاعمال الفنية التي انجزت خلال مختلف الدورات والتي بلغت الى حد الان حوالي 900 عمل فني لفنانين تشكيليين من مختلف بقاع العالم . واضاف الركباني ان الجمعية حصلت على المقر من بلدية المنستير وأنّ هناك رجال اعمال أبدوا استعدادهم لتوسعة المقر والتعهد بصيانته وتهيئته ليكون متحفا دوليا . وقال نجيب الركباني ان تكاليف هذه الدورة بلغت حوالي 70 الف دينار وأنه لو لا دعم بلدية المنستير ووزارة السياحة ووزارة الثقافة من خلال المندوبية الجهوية للثقافة التي دعمت المهرجان ماديا ولوجستيكيا لما تحقق النجاح ملاحظا أن الدعم المادي يبقى غير كاف امام المصاريف الكبيرة للاقامة ولتنظيم برنامج ثري للدورة . وبيّن الركباني انه تم خلال هذه الدورة ابرام اتفاقية توأمة جديدة مع جمعية من بولونيا وبذلك يصل عدد اتفلقيات التوأمة مع جمعيات اجنبية الى 11اتفاقية وهو ما جعل الجمعية تفكر مستقبلا في بلوغ 15 اتفاقية مع جمعيات تنشط في المجال نفسه ليقتصر مهرجان المنستير الدولي للفنون التشكيلية على مشاركة الجمعيات المتوأمة وذلك للضغط على المصاريف ولمزيد تنظيم المشاركات. وعلى هامش المهرجان وبمناسبة ابرام التوأمة الجديدة قال الركباني انه تم تنظيم معرض جماعي بالمركب الثقافي بالمنستير عرض خلاله ستة فنانين تشكيليين من بولونيا 31 لوحة فنية كانت فرصة للتعريف بثقافتهم وموروثهم التاريخي . وشدد الركباني على ضرورة دعم هذا المهرجان الدولي الذي اصبح له صيت في العالم وأحد اهم المحطات لتلاقي الفنانين التشكيليين بهدف ربط علاقات صداقة وعمل ولتبادل الخبرات والزيارات وتوسيع المشاركات .