بعد أن أخرجوا الفريق من الوضعية الحرجة بثلاثة انتصارات متتالية، عاد لاعبو الإفريقي للمطالبة بمستحقاتهم المالية المتخلدة بالذمة والتي فاقت الثلاثة أشهر لعدد كبير من اللاعبين، زملاء صابر خليفة رفضوا عشية اليوم العودة إلى التمارين بعد أن تحادثوا مطوّلا مع المشرف العام عن فرع كرة القدم عبد السلام اليونسي ومرافق الفريق الهادي البياري دون إيجاد حلول فعلية للإشكال خاصة مع تواصل لامبالاة رئيس النادي سليم الرياحي. اليونسي حاول بكل الطرق إثناء اللاعبين على الإضراب ولكنه لم يفلح في ظل الرفض القطعي لكتيبة كرول الذي كان بدوره ضمن المحتجّين بما أنه لم يحصل على مستحقاته المالية منذ فترة ولا يزال يقيم بأحد الفنادق. اليونسي اجتهد في الفترة الماضية في توفير بعض السيولة لزملاء خليفة ومكنهم من بعض المنح التي لم ترفع غضبهم الذي وصل ذروته عشية اليوم ليتسبب في مرحلة أولى في مقاطعة التمارين في انتظار تحرك الرجل الأول في الفريق المطالب باحترام التزاماته مع اللاعبين وخاصة الشبان منهم والذين يعيشون ظروف قاسية للغاية. 3 أسابيع راحة ل«الذوادي» أكدت الفحوصات المعمقة التي خضع لها المدافع وليد الذوادي ليلة الاثنين وصبيحة الثلاثاء أن الإصابة التي تعرض لها في مباراة مستقبل المرسى تتمثل في تمطط بسيط للرباط الخارجي للركبة اليسرى وتستوجب ثلاثة أسابيع من الراحة يعود بعدها اللاعب إلى المجموعة. هذا وقد فسّر بعض الفنيين كثرة إصابات اللاعب إلى مبالغته في التمارين الخاصة بتقوية العضلات وهو ما نفاه لنا طبيب الفريق نزار بوصفارة الذي أكد بأن لا علاقة بين تلك التمارين والإصابات المتعاقبة التي تعرض لها اللاعب والتي كانت نتيجة كدمات والتحامات مباشرة مع المنافسين، مشيرا إلى أن صلابة عضلات اللاعب مكنته من تجنب إصابة في الأربطة المتقاطعة. الدفاع سبب الهموم لئن تمكن الفريق في الفترة الأخيرة من التخلص من العقم الهجومي الذي رافقه منذ انطلاقة الموسم بتسجيله لثمانية أهداف كاملة في ثلاث مواجهات، فإنه لم يقدر بعد على تجاوز الضعف الفادح على مستوى الخط الخلفي الذي اهتزّ في ثلاثين مناسبة منذ انطلاقة الموسم وهو رقم مخجل حقيقة ويفسر بوضوح خروج الفريق مبكرا من دائرة المراهنة على اللقب ومروره بوضعية صعبة وفّق في النهاية في تجاوزها بعد الانتصارات الثلاثة الأخيرة. معضلة الخط الخلفي يمكن تفسيرها بعدم الاستقرار والتغييرات المتواصلة عليه حيث تداول على كل مراكزه عدد كبير من اللاعبين على غرار بلال العيفة وسيف تقا ونادر الغندري وأحمد خليل وبوبكر ديارا ووليد الذوادي وسليمان كوليبالي ووسام بن يحيى وعبد القادر الوسلاتي ويوسف العياشي وأسامة الحدادي ومعتز الزمزمي، وهو عدد كبير عقّد حصول التناغم بين مكوناته، عامل آخر لا يمكن التغافل عليه وهو تذبذب أداء خط وسط الميدان الدفاعي والذي ظل حقل تجارب للهولندي رود كرول الذي لم يهتد بعد إلى التشكيلة المثالية التي تؤمن تناسق وتناغم وصلابة الخطوط الثلاثة. هذا وينتظر أن يشهد محور الدفاع تغييرات جديدة في المباراة القادمة خاصة مع عودة تقا والعيفة ولا يعلم ما إذا كان الإطار الفني سيعول عليهما معا أو سيختار أحدهما ليكون إلى جانب أحمد خليل الذي أكد في المباريات الفارطة أنه يمتلك من المواصفات ما يخول له تأثيث هذا المركز الذي يجب أن يجد صلابته المعهودة في أقرب وقت ممكن. أين سيلعب «خليل»؟ سؤال بدأ يطرح إثر نهاية مباراة مستقبل المرسى وفرضته العودة المرتقبة لكل من بلال العيفة وسيف تقا، حيث لم يحسم الهولندي رود كرول بعد المركز الجديد لأحمد خليل الذي تعود كما هو معلوم اللعب في وسط الميدان. كرول سيجد نفسه في وضعية صعبة للغاية خاصة أن إعادة ابن الشبيبة إلى مركزه الطبيعي تبدو صعبة في ظل التألق الكبير لبوبكر ديارا ومهدي الوذرفي وهو ما يجعل مواصلة ظهوره في المحور الأقرب للتحقق سيما أن العيفة يحتاج بعض الوقت ليستعيد جاهزيته المعهودة. الحصص التدريبية القادمة ستكشف عن اختيارات الهولندي رود كرول وكل ما يتمناه عشاق الأحمر والأبيض ألّا يكون خليل ضحية عودة المصابين والمعاقبين لأنه أكثر اللاعبين انضباطا وعطاء على الميدان. هل يبقى «بلعيد»؟ أشرنا في أعداد سابقة إلى أن عملية غربلة كبيرة للرصيد البشري يجري التحضير لها وستشمل عددا مهما من اللاعبين على غرار يوهان توزقار وحسين ناطر وياسين الميكاري ولسعد النويوي ونادر الغندري، وأشرنا في ذات السياق إلى أن الجدية الكبيرة التي ظهر عليها التيجاني بلعيد في الفترة الأخيرة وانضباطه التام لقرارات الإدارة والإطار الفني قد نالا استحسان كل الأطراف في الفريق وهو ما قد يشجع هيئة الرياحي على الجلوس إليه مجددا لتجديد عقده الذي ينتهي نهاية جوان القادم خاصة أن الجميع يدرك قدرة اللاعب على تقديم الإضافة في الموسم القادم.بلعيد عبر عن استعداده اللامشروط للتجديد لتبقى الكرة في ملعب الرياحي الذي وصلته تقارير إيجابية للغاية عن اللاعب في الفترة الأخيرة بما سيسهل تواصل زواج المتعة بين الطرفين.