وجه يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين رسالة مؤثرة الى الشيخة حسينة واجد رئيسة وزراء جمهورية بنغلاديش الشعبية، دعاها فيها الى التدخل شخصيا لوقف إعدامات العلماء ، منعا للاحتقان الذي تسببت فيه هذه الأحكام الجائرة . وجاء في رسالة القرضاوي التي بثها على موقعيه بفايسبوك وتويتر : «معالي الشيخة حسينة واجد .. رئيس وزراء جمهورية بنغلاديش الشعبية.. حفظها الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فقد ساءنا ما يعانيه رموز الحركة الإسلامية في بنغلاديش من اعتقالات وإعدامات للعديد من علمائهم ورموز المجتمع، ممن كانوا وزراء ونوابا في برلمان بنغلاديش. وما تبع ذلك من أحكام في قضايا عن أحداث تنسب إليهم، يعود زمنها إلى أكثر من أربعين عاما. وقد تابع المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها أحكام الإعدام التي نفذت في الشيخ عبد القادر ملا، والشيخ قمر الزمان، والشيخ علي أحسن مجاهد محمد، والسيد صلاح الدين شودري الوزير السابق وأحد قادة المعارضة، إضافة إلى الإهمال الطبي الذي أودى بحياة الأستاذ غلام أعظم أمير الجماعة الإسلامية، والشيخ أبو الكلام محمد يوسف نائب أمير الجماعة رحمهم الله جميعا». وتابع القرضاوي : «إنني أتوجه إليكم باسمي وباسم إخواني أعضاء مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وجميع أعضائه، مطالبين أن تتدخلوا شخصيا لوقف أحكام الإعدام. ولوقف هذا الاحتقان الذي تسببت فيه هذه الأحكام الجائرة». وتابع القرضاوي : « إنني أطالبكم يا شيخة حسينة، باسم الإسلام، وباسم السلام، وباسم الأمة الإسلامية وباسم المصلحة العليا للمجتمع البنغالي، أن توقفوا ذلك المسلسل البغيض، لتجمعوا طاقتكم وطاقة شعبكم للبناء لا الهدم، والتماسك لا التنافر، والتلاحم لا الشقاق. وقد حذرنا الله يا معالي رئيسة الوزراء من تبعة هذه الدماء في الدنيا والآخرة. وقد أخبرنا الله تعالى {أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}[المائدة:32]. وقال سبحانه: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا } [النساء: 93] وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم، في الحديث المتفق عليه عند البخاري ومسلم، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: “أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء». وما رواه أحمد والنسائي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: “يجيء المقتول متعلقا بالقاتل، يقول: يا رب، سل هذا فيم قتلني؟»