جاء قرار الإفراج عن التونسيين الموقوفين في مصر على إثر اتصال أجراه الرئيس "زين العابدين بن علي" مع أخيه الرئيس المصري "حسني مبارك" على هامش أعمال المؤتمر الاستثنائي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة بسرت الليبية تكريسا للأهداف التي تقوم عليها الرياضة في إشاعة التآخي والتحابب ومزيد التقارب والتعارف... ويتخذ هذا القرار أهمية مضاعفة باعتبار أنه يتعلق ببلدين عربيين شقيقين تجمع بينهما روابط وعلاقات وطيدة ووثيقة ضاربة في القدم فضلا عن روابط التاريخ واللغة والدين المشترك... وإذا جاء قرار الإفراج هذا ليقيم الدليل على أن ما يجمع بين تونس ومصر أكبر من أن يتأثر ببعض الأحداث العابرة والمحدودة فإنه أقام الدليل مرة أخرى على حكمة القيادة في تونس وتكريسها على أرض الواقع للمثل والقيم التي ما انفكت تنادي بها من نبذ للعنف والغلو والتعصب وتكريس مبادئ التسامح والتآخي على أوسع نطاق... وتجلت هذه الحكمة أيضا من خلال إعادة الأمور إلى نصابها عندما حادت الرياضة عن أهدافها النبيلة. فكان لا بد من التدخل لتوجيه رسالة للجماهير الرياضية على وجه الخصوص لتذكيرها بأن الرياضة وسيلة للتقارب والتعارف بين الأفراد والشعوب فما بالك إذا تعلق الأمر ببلدين عربيين وشعبين شقيقين... خالد النوري