يستقطب برنامج "شارع الحرية" على الفضائية التونسية "حنبعل" عددا هاما من المشاهدين سواء كان ذلك في نسخته السابقة مع المنشط "سمير الوافي" أو في نسخته الحالية مع المنشطة الشابة "فاطمة سويد". ولئن اعتمد هذا البرنامج على الابتسامة في تقديم مسيرة وأعمال هذا الفنان أو ذاك من خلال فقرات يؤثثها مجموعة أخرى من المنشطين أو كوميديين فإنه قد حاد عن هذه الطريق في حصة يوم الأربعاء 15 ديسمبر في استضافة الفنان الكوميدي "نصر الدين بن مختار" فابتعد البرنامج كليا عن أهدافه وسقط في متاهة لم تستطع لا المنشطة الرئيسية "فاطمة سويد" ولا المنشطين "أنيس الغول" و"نوال اسكنداجي" الخروج منها. وقد وجد الفنان "نصر الدين بن مختار" مساحة حرة جدا في بلاتوه "شارع الحرية" إثر المصالحة بينه وبين قناة "حنبعل" بعد قطيعة استمرت لمدة لا بأس بها. فقد التجأ هذا الفنان إلى كلمات لا تليق بحصة في قناة فضائية يشاهدها ملايين المواطنين داخل وخارج حدود أرض الوطن من قبيل "قعر" و"عزرة" و"خامج" وغير ذلك من الألفاظ السوقية. وقد وصل به الأمر إلى حد التهكم على مسائل دينية عندما تحدث عن حالة القلق التي ستصيب أي مواطن تونسي عندما يجد نفسه في الجنة فينادي بتحويله إلى جهنم لأنهم (وتعود على الله وملائكته) قد أخطؤوا بإدخاله الجنة. ولم يكتف نصر الدين بن مختار بذلك بل واصل تهريجه عندما جعل من المنشطة الرئيسية "فاطمة سويد" بطلة ل"ارتجال مسرحي" ليجعلها أضحوكة الجمهور وأضحوكة نفسها. لقد انتظرنا من برنامج "شارع الحرية أن يكون فضاء لعرض فقرات تشد المشاهد إليها ويجد فيها الابتسامة والمعلومة الثقافية. ولكن ما وجدناه في هذه الحصة بعيد كل البعد عن هذه الأمور. فقد عجزت المنشطة "فاطمة سويد" عن المسك بزمام الأهداف وفتحت لضيفها الباب على مصراعيه للتهريج والخروج عن النص واكتفت بالوقوف في المقعد الثاني حتى أننا خلنا أن "نصر الدين بن مختار" هو المنشط الرئيسي وياله من منشط..... !! ريم