كثر الحديث اليوم في وسائل الإعلام العالمية منها والوطنية عن موقع لم يكن بالكاد معروفا إذ أصبحت عبارة ويكيليكس متداولة لدى العام والخاص كرمز من رموز الفضائح السياسية فبعد أن اعتدنا أن تكون الفضائح في الإعلام تهم الفنانين والمشاهير اختصت عديد المجلات العالمية والصحف بنشر أسرار علاقات دولية أدى كشفها إلى اعتبارها نوعا من الفضائح الموصوفة بالسياسية باعتبار أن مؤسسه "جوليان أسانج" جعل منه نافذة منفتحة على العالم سرب من خلالها قنابل موقوتة إذ أنه يفجر كل يوم أسرارا جديدة ووثائق سرية يعود تاريخها إلى عام 2007 تضرب بالأساس أمريكا ومصالحها. وقد حاولنا من خلال التحقيق التالي رصد رأي شرائح من المجتمع التونسي إزاء "ظاهرة" موقع "ويكيليكس". السيد "برهان المقدم" باعتباره صحفيا متقاعدا من جريدة الصباح فقد كان مطلعا على أهم أحداث موقع "ويكيليكس" ومستجداته حيث أفادنا قائلا بأنه وقبل كل شيء أمريكا ظاهريا هي داعي للسلام ولكن من "وراء الستار" فهي تمارس نوعا من النفاق السياسي غايتها من وراء ذلك خدمة مصالحها كهدف أوحد أو وحيد لا علاقة له بفرض السلم والحرب. أما تسربات موقع ويكيليكس فقد جاءت لكشف المستور من ناحية ونقيض لمواقف أمريكا المعلنة ضد العديد من الدول من ناحية أخرى. وعن تسريبات ويكيليكس بين حق الرأي العام العالمي في معرفة خبايا الديبلوماسية العالمية وحق الحكومات في التستر على ذلك قال السيد "برهان" أن تسريبات هذا الموقع تشكل انتهاكا لحق الحكومات وحقها في إخفاء بعض الأسرار من علاقاتها بدول أخرى. * يجب توقع الأسوأ وبخصوص الموضوع ذاته أفادنا السيد" محمد نجيب" أنه وبانقطاع موقع ويكيليكس لم يعد يتطرق إلى آخر المستجدات إلا من خلال الجرائد والمواقع الأخرى. وعن تزامن اتهام باعث موقع ويكيليكس بالاعتداء الجنسي واتهامه بقضية أخلاقية من أجل اغتصاب فتاة قاصر ونشره للوثائق السرية أجابنا السيد "محمد" أن أي شخص وإن مس مصالح طرف آخر فإنه ومن الطبيعي بأن يتعرض للعديد من المشاكل وسيعمل المتضرر على منعه من مواصلة مشواره بشتى الطرق وهذا ما حصل مع باعث موقع ويكيليكس "جوليان أسانج" ومن المفروض أن يكون هذا الأخير قد توقع ما هو أسوأ من اعتقاله واتهامه بقضية أخلاقية لأنه مس مصالح العديد من البلدان وأهمها أمريكا. وبخصوص تسريبات ويكيليكس بين حق الرأي العام العالمي في معرفة خبايا الديبلوماسية العالمية وحق الحكومات في التستر على ذلك سألنا السيد "محمد" فأجابنا قائلا بأن من حق البلدان التستر وإخفاء ما تراه صالحا ومن جهة أخرى يحق للشعوب أن تطلع على ما يهمها وما يهم بلادها مضيفا أن نتائج نشر "جوليان أسانج" لوثائق سرية خاصة سترجع سلبا على العلاقات بين الدول لذا فالأيام القادمة هي الكفيلة بكشف مآل تطور الأحداث بخصوص هذه التسريبات. * سبر آراء على عكس ما ذهب إليه السيد"برهان" والسيد "محمد" يقول السيد "رضا المزوغي" أن موقع ويكيليكس وما أفشاه من أسرار ما هو إلا سبر آراء وقصة من تأليف أمريكا شأنها شأن العديد من القصص وذلك طبعا لخدمة مصالحها ولا يمكن أن يحصل ذلك إلا بضرب البلدان بعضها ببعض وذلك لن يكون إلا بوجود هذه التسريبات وهذا الموقع ولكن وحسب قول السيد "رضا" فهذه التسريبات لن تؤثر في أي بلد ولا في رأي أي شخص مطلعا وعارفا بحقيقة أمريكا وغيرها بل ولن يكون لهذه التسريبات تأثير سلبي إلا في من "عقلو على قدو" ولن يتمكن من فهم الحقيقة إلا بطريقته الخاصة. وبحماسة شبابية لافتة يكمل "أمين المرواني" الحديث ويقول بأن تسريبات "جوليان أسانج" فتحت الباب أمام العالم بأسره لمعرفة بعض الحقائق التي كانت مخفية طوال سنوات عدة ثم إعطاؤها صورة واضحة وحقيقية عما يحدث من وراء الستار وما سيحدث بعد نشر هذه الوثائق السرية في رأي الولاياتالمتحدةالأمريكية. الأكيد أن دول العالم وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية ستحرص مستقبلا على مزيد تدعيم وحماية أسرار علاقاتها الدولية بهدف حماية مصالحها في العالم والمرجح أنّ موقع ويكيليكس سيؤثر مستقبلا في تماهي مواقف الديبلوماسية الأمريكية المعلن منها والسري توصلا لتدعيم مصداقيتها. والمفيد الآن أن هذا الموقع إن كتب له البقاء فسيفتح الباب لبروز مواقع أخرى ذات نفس الطابع حيث أصبحنا مؤخرا نسمع عن بروز موقع جديد يعرف ب"أوبن ليكس" والمهم من كل هذا هو الدور الذي ستلعبه مثل هذه المواقع على الساحة العالمية والنفع الذي سيرجع من خلالها على شعوب العالم إن وجد نفع.