احتضن المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة في الفترة الممتدة بين 18 إلى 25 ديسمبر الجاري السهرات الرئيسية لأيام قرطاج الموسيقية وأسدل الستار مساء السبت على الدورة الأولى لهذا المهرجان في سهرة افتتحتها الفنانة صوفية صادق بتقديم جديدها للشابي من الحان جمال سلامة واختتمت بتكريم مجموعة من الفنانين الذين قدموا الكثير للفن في مسيرة طويلة. *خصام وعراك في بداية الحفل دار خصام بين مجموعة من أفراد الجمهور وأحد منظمي السهرة لأنه منعهم من الجلوس في أحد المقاعد في الطابق الثاني من المسرح. وفي اختتام السهرة خصام آخر بين شابين بدأ بتراشق كلمات سوقية لا تليق بمعلم المسرح البلدي وانتهى بتشابك الأيادي وكادت الأمور تتطور نحو الأسوء لو لا تدخل بعض الحاضرين . *بعيدا عن الازدحام اختار كل من السيد وزير الثقافة عبد الرؤوف الباسطي والرئيس المدير العام للتفلزة التونسية السيد شوقي العلوي والرئيس المدير العام للإذاعة التونسية السيد المولدي الهمامي وعدد من الفنانين التونسيين على غرار كمال رؤوف النقاطي وأنيس القليبي وعبد الحكيم بالقايد ومنير الطرودي الجلوس في الطابقين الأول والثاني بعيدا عن الازدحام والاكتظاظ. ورغم أن الفنان عبد الوهاب الدوكالي جلس صحبة الأستاذ عبد الحكيم بالقايد في الطابق الثاني إلا أنه غيّر رأيه وفضل الانضمام إلى الصفوف الأولى بجانب العازف العراقي نصير شما والملحن المصري جمال سلامة. *جانب من الحضور استغلت العائلات الحاضرة بالمسرح البلدي التقاط صور تذكارية لهذا المعلم ومن جانب آخر التقت "التونسية" بعائلة جزائرية تزامنت عطلتها في بلادنا مع أيام المهرجان فحضرت سهرة الاختتام وهي عائلة فنية بالأساس أم وفتياتها الثلاث نورهان ودرصاف وميساء. والفتيات ممثلات شاركن في عدة مسلسلات وأفلام جزائرية على غرار مسلسل "الذكرى الأخيرة" سيناريو فطيمة وزان وإخراج مسعود العايب وبطولة عزالدين بورغدة ومحمد عباس وسيتم تصوير الجزء الثاني من هذا المسلسل في شهر مارس القادم وفيلم "الحراقة" الذي يتحدث عن انحراف أطفال المدارس وتشردهم. *شريفة فاضل أرادت الفنانة المصرية شريفة فاضل أن تكون نجمة الحفل بلا منازع فبينما كان عازف الناي يقدم وصلة موسيقية في بداية الحفل ضمن معزوفة الافتتاح دخلت هذه الفنانة المسرح وصرخت مرافقتها باسم هذه الأخيرة ليعلو التصفيق وتبدأ الفنانة المذكورة بالتلويح إلى الجمهور تحية له وكأن عازف الناي نكرة لا يستحق المتابعة والانصات ويتكرر نفس المشهد عندما صفق الجمهور بحرارة للفنانة صوفية صادق عند أدائها لقصيد الشابي. *تميز صوفية صادق تميز صوفية صادق كان على جميع الأصعدة فعند ظهورها على ركح المسرح بعد غياب عشر سنوات خلناها "الصبوحة" بلوك جديد ولباس لا يختلف إثنان في أنه للفنانة صباح. من جهة أخرى كانت إطلالتها قصيرة جدا عكس ما انتظرناه بأربعة تدخلات هي القصيد الجديد للشابي وأغنية ع تونس وأغنيتان من رصيدها الفني. *تفاعل الدكتور جمال سلامة منذ أن بدأت الفنانة صوفية صادق في تقديم جديدها أنا أبكيك للحب" إلا وظهر تفاعل ملحن هذا القصيد الدكتور جمال سلامة حيث أن حكاياته كثرت مع العازف العراقي نصير شما وعدد آخر من الفنانين وبانتهاء القصيد طلب من صوفية صادق بإلحاح إعادته وطلب منها أيضا إطلاق الزغاريد من خلال إشارات متكررة. *غياب عن التكريم كان من المقرر أن تسند مجموعة من شهادات التكريم لعدد من الفنانين خلال حفل الاختتام ولكن سجل هذا الاحتفال غياب كلّ من لبابة بنت الميداح من موريطانيا وعلي الكيلاني من ليبيا ورابح درياسة من الجزائر رغم حضور ابنه عبدو درياسة ومشاركته في الأيام الموسيقية. والسؤال المطروح لماذا هذا الغياب؟ *هوامش حضر الحفل عدد كبير من الفنانين التونسيين. غطى المسرح تصفيق كثير عندما ظهر الفنان صابر الرباعي على الشاشة. بإنتهاء تدخل صوفية صادق كان من المفروض إسدال الستار لإعادة ترتيب الركح ولكن بقي الأمر على حاله ليتم التنظيم أمام الضيوف. محمود قطاط من تونس بقي ينتظر شهادة التقدير بعد مدة من مناداته لاعتلاء ركح المسرح في حفل التكريم. سقطت جائزتا التكريم لعبد الوهاب الدوكالي وعلي قطاط أرضا نفس الشيء حصل للتانيت الذهبي لمسابقة الأغنية مرتين على التوالي. جميع الفائزين في مسابقات أيام قرطاج الموسيقية في دورتها الأولى من الشباب. *قالوا عن المهرجان في اختتام السهرة التقت "التونسية" بمجموعة من الوجوه المعروفة لأخذ رأيها حول المهرجان والجوائز : - الفنان عبد الوهاب الدوكالي : المهرجان ممتاز ومستوى التنظيم كان عاليا كما أن سهرة الإختتام تمثل سهرة الجمال والنتائج العادلة فمبروك لجميع المتوجين. - العازف البشير الغربي الحائز على التانيت الذهبي في مسابقة العود : الجائزة هي ثمرة عمل على مدى سنوات وتكوين أكاديمي في العزف وقد أصدرت حديثا ألبوما بعنوان "خواطر" فيه ألحان خاصة بي أما بالنسبة إلى الجائزة المالية فتساعد الفنان على مزيد الإنتاج ولكن الأهم هي الجائزة المعنوية. - الرئيس المدير العام للإذاعة التونسية السيد المولدي الهمامي : دورة متميزة على جميع الأصعدة سواء من حيث الحضور الجماهيري أو القيمة الفنية للمشاركين أو الأعمال التي قدمت خلال هذه الأيام وإن استحق المتوجّون عن جدارة الجوائز التي تحصلوا عليها في مختلف المسابقات فإن بقية المشاركين كانوا في مجالهم على قدر كبير من الحرفية مما يؤهلهم لأن يتواجدوا في الدورات القادمة للمهرجان أو غيره من التظاهرات الفنية. هنيئا لنا جميعا بهذه الأيام التي تعتبر هدية من سيادة الرئيس إلى المبدعين عموما وإلى شباب تونس في سنة الشباب. - الفنان الشاذلي الحاجي : هذه الدورة ناجحة بما أنها دورة أولى تأسيسية وهي كما تمنيتها لم تكن تجريبية على مستوى توزيع الأدوار. احتوت على أنشطة هنا وهناك وأنماطا موسيقية عديدة ولكن بالنسبة إلى النتائج فهي شيء آخر بيد لجنة التحكيم. - الفنانة صوفية صادق : لم تجب صوفية صادق على أي سؤال واكتفت بالقول "كل شيء حلو كل شيء باهي" هكذا أسدل الستار على هذه الدورة الأولى في انتظار غيرها من الدورات وتنطفئ أضواء المسرح وتغلق أبوابه إلى حين انطلاق مواعيد فنية لاحقة