مثلما كان متوقعا تسارعت الأحداث داخل النادي الإفريقي بشكل لافت في الآونة الأخيرة وأفضت إلى قرارت مصيرية و مرتقبة في الأفق ليصبح من شبه المؤكد عقد جلسة عامة انتخابية استثنائية موفى هذا الشهر وذلك بعد استحالة تواصل الوضع كما هو عليه الآن خاصة بعد تفاقم الانشقاقات والصراعات الداخلية في الهيئة المديرة الحالية وعودة نسائم الحرب الأهلية لتحيط بأسوار النادي والتي كان فيها الصراع الثنائي بين منير البلطي وعبد السلام اليونسي عنوانها الأبرز. صراع أكد أن الإفريقي سيظل دوما مسرحا لحرب الإخوة الأعداء وأكد أن هوس الكرسي يطغى على حب الجمعية... الآن وبعد أن أصبح رحيل البلطي ومن معه مسألة وقت لا غير ومع اقتراب نهاية ولاية الشريف بلامين الذي دخل مركب الفريق "عنوة " وسيغادره غير مأسوف عليه بات السؤال المطروح من يوقف النزيف داخل الفريق ومن يكون بالفعل جديرا بحمل اسم الرئيس..؟ السؤال قد لا يجد الإجابة الشافية بما أن حملات المقاطعة التي شنتها الجماهير للإطاحة بعرش البلطي لن تجدي نفعا لان الرئيس المرتقب لن يكون أفضل حالا من سابقه والأسماء المقترحة لرئاسة الفريق لا يوجد حولها إجماع بما أن كبار الفريق واصلوا ممارسة هوايتهم المفضلة ومضوا قدما في سياسة الوصاية التي انتهجوها للتحكم في مصير الإفريقي في الوقت الذي ينادي فيه الجميع بزوال هيئة المحكمين هذه التي أضرت بالفريق أكثر مما نفعته فما وفرته هذه الهيئة مجتمعة كدعم للفريق في هذا الموسم لا يعادل ما أنفقه رئيس الترجي حمدي المدب في صفقة درامان تراوري... الغريب أن ما يعبر عنهم بكبار الفريق أٌقصوا المرشح الأبرز جمال العتروس وكأنهم سعوا لترك الإفريقي في عجزه الدائم لأنهم يدركون تمام الإدراك بان إفريقي العتروس سيخرج عن زمام السيطرة وسيتخلص من عبودية السنين الطوال لذلك كانت الأسماء المقترحة كلها نسخة مطابقة للأصل من كمال إيدير "النفس المومنة" فكمال ناجي وخليل الشايبي وخليل العجيمي و كمال إيدير وبدرجة اقل مهدي الغربي يجمعهم رابط مشترك هو قلة ذات اليد وجميعهم "صبابة ماء على اليدين" ثم أن أطرف ما في الموضوع أن هذا الخماسي يرفض رئاسة الفريق وهذا مربط الفرس,فخليل العجيمي سبق وان قال بأنه يرفض الفكرة شكلا ومضمونا وخليل الشايبي أسر لبعض مقربيه بأنه ليس بمجنون ليقبل رئاسة الفريق, كمال ناجي قال إن لديه ارتباطات عدة تمنعه من القيام بهذا الواجب تجاه جمعيته,إيدير الذي سبق وان هرب من مركب الفريق أكد انه لن يعود مهما كانت الضغوطات وانه سيكتفي بدور المحب أما مهدي الغربي فلم يسبق أن خاض في الموضوع إيمانا منه بأنه مازال فتيا على تولي مثل هذه المسؤولية الجسيمة...إذا على أي أساس تم ترشيح هؤلاء والحال أن جلهم موظفين "شهارة" وغير قادرين بالمرة على تولي هذا المنصب الذي يتطلب رجالا من نوع خاص...رجال رصيدهم البنكي أثرى بكثير من سجلهم العلمي والمعرفي...؟ ! كل ما أثير مؤخرا حول الجلسة المرتقبة وما رافقها من محادثات ومناورات بين الكبارات تؤكد أن الإفريقي سيظل دون رئيس طالما أن الوافد الجديد يستمد شرعيته من تزكية الكبار على غرار بوصبيع وان كان هذا الأخير وفيا لعلاقته بالفريق وبالتالي فان تدخله في الشأن الداخلي للجمعية أمر مقبول قياسا بالدعم الكبير الذي وفره فان وجود حمودة بن عمار وفريد عباس وغيرهما في مركز القرار يبعث حقيقة على الدهشة والغرابة فهؤلاء فروا بعيدا عن أسوار الفريق في الوقت الذي كان فيه الإفريقي يتخبط في ضائقته المالية ولم يكلفوا أنفسهم مشقة السؤال عن أحوال النادي بل فيهم من حاول القيام بعقلة على الفريق بسبب أموال متخلدة لفائدته... من هم حتى يقرروا مصير الإفريقي ويتحكموا في مصدر الحياة فيه والحال أنهم لم يوفروا أي دعم للفريق لا مادي ولا معنوي...هم يصمتون دهرا وينطقون كفرا ولا ترى لهم ظلاّ إلا عندما يعود شبح جمال العتروس الذي سيعني وصوله إلى الكرسي حتما غلق الحنفية التي تدر ذهبا لذلك يبذلون كل ما بوسعهم لتحويل دفة القيادة بعيدا عن العتروس وهو ما نجحوا فيه تقريبا لكنهم تناسوا أن جماهير الإفريقي باتت تعي جيدا نظرية المؤامرة التي تتكرّر فصولها في كل مرة يطفو فيها اسم العتروس على الواجهة..