تعرضت مغازة "العلاني" سيدي فتح الله ليلة البارحة إلى عمليات نهب وسرقة على يد مجموعة كبيرة من الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و 25 سنة ومجموعة أخرى من الفتيات والنساء استغلوا فرصة غياب الأمن للهروب بما خف أو ثقل حمله. "التونسية" تحولت إلى منطقة سيدي فتح الله وعاينت عن قرب ما آلت إليه هذه المغازة السيد "عادل" (عامل بهذه المغازة) عبر عن مدى أسفه لهذه الأعمال التخريبية التي طالت مورد رزقه حيث أفدانا قائلا: "علاش هكا. كنا نريد فض مشكلة البطالة فأصبحنا نكسر ونسرق فهذه الخسائر تقدر بأكثر من مليار و 800 مليون". واعتبر "عادل" أن هذه الأعمال لن تؤدي إلا إلى ما لا يحمد عقباه وأضاف: "أنا أب لطفلين وأصبحت اليوم عاطلا فبعد 8 سنوات عمل لم أجد حتى راتبا فمن أين سيأتي صاحب المغازة بالمال بعد كل هذه الخسائر". * استغلال الفرص شاهد آخر اعتبر أن هذه السرقات والتخريب الذي أتى على جل محتويات المغازة إنما يرجع بالأساس إلى الفقر الذي يعاني منه الشباب حيث قال: "من لا يملك آلات كهربائية فإنه قد استغل الفرصة للنهب فالشاب اليوم يسعى للانتقام نظرا للخصاصة والبطالة التي يعيشها". شاهد ثالث رأى مجموعة من النساء والبنات يسرقن بعض الآلات حيث أفادنا: "سمعت واحدة تهاتف والدها وتدعوه للحضور على جناح السرعة ليحمل معها الغسالة خوفا من أن تكسر وسألت واحدة أخرى عن محتوى حاوية من الكرتون كانت تحملها وتركض فأجابتني بأنها لا تعلم ولكن هذه هي فرصتها". * مطالب عديدة لتحقيق الكرامة وقد استطاع عدد من الأهالي من منع إحراق المغازة بعد سرقتها ومن بينهم "محمد البجاوي" وهو أب لطفلين الذي ساعد أهل الحي على التصدي للحرائق حيث أفادنا: "لقد أطفأت نيرانا بدأت تشتعل عند باب المغازة" واشتكى "محمد" من قلة ذات اليد ومن معاملة المسؤولين له حيث قال: "اتجهت إلى معتمد دائرة جبل الجلود في أكثر من مرة حتى يبحث لي عن عمل لكنه كان يطردني. اليوم لا أملك حتى ثمن الحليب لطفلتي. لا أريد أن أكسر أو أخرب ولكن أريد العيش بكرامة وأنسى الفقر والخصاصة". ودعا جميع الحاضرين إلى اتباع نهج جديد في الحوار مع المسؤولين معتبرين أن هذا هو التغيير الصحيح الذي يريدون أن يعيشوه فالإدارات التي لا تستمع للمواطن هي التي تدفع إلى العنف والسرقة. وقالوا أنهم لا ولن ينكروا جميل رئيس الدولة ولكن يجب عليه أن يقف معهم الآن وبالذات ولا يصب كل اهتماماته على البنية الأساسية بل يجب أن يهتم بأساسيات حياتهم ويحاسب كل المفسدين والمرتشين في البلاد.