تجندت كل وسائل الإعلام التونسية في اليومين الأخيرين على ذمة المواطن التونسي من أجل مد النصح وتقديم العون لكل فئات الشعب التونسي خاصة وان الظرف الأخير حتم على الجميع الوقوف في صف واحد من اجل تجاوز الأزمة وان كان يمكن القول ان القنوات التلفزية التونسية بشقيها الرسمي والخاص وفقت إلى حد كبير في الوقوف إلى جانب الشعب التونسي وتوفير الدعم المعنوي على الأقل خاصة من خلال بث نداءات الاستغاثة ومد المواطن بكل المستجدات الأخيرة التي تحصل على كامل تراب الجمهورية وتشكيل جبهة دعم في وقت بحث فيه التونسي البسيط عن كل من يقف إلى جانبه ويرفع من معنوياته، فإنه يمكن التأكيد ان تلفزاتنا لم تحد عن القاعدة وواصلت مرورها بجانب الحدث... قلنا إن التلفزات التونسية كما سبق وأشرنا وفقت إلى حد ما في تحقيق رسالتها النبيلة على غير عادتها والاقتراب أكثر فأكثر من المواطن فانه رغم ذلك آن الأوان للكف عن تمرير كل تلك المنابر الحوارية التي غزت شاشات التلفزات تواصلت طيلة البث التلفزي صباحا مساء والكف عن بث نداءات الاستغاثة التي بثت الرعب وزادت في حالة الفزع لدى المشاهدين وعليه فان هذه القنوات مدعوة الآن للمرور إلى مرحلة الحقيقة من خلال بث شهادات حية وتصريحات من الأطراف المتآمرة على أمن تونس وقادة التخريب على غرار وزير الداخلية الأسبق رفيق الحاج قاسم ومدير الأمن الرئاسي علي السرياطي... مثل هذه التصريحات من شأنها أن تحبط عزائم أعوانهم وأتباعهم وتبعث في المواطن التونسي الكثير من الأمل والطمأنينة وتكشف لهم كل خبايا هذه المؤامرة التي تهدف للمساس بأمن البلاد ونسف كل محاولات الفصل مع العهد السابق,هؤلاء أعداء الوطن الذين يسعون لطمس ملامح الثورة وسحب الانجاز من شعب تونس لا بد أن يقف الشعب التونسي بأكمله على حقيقتهم جميعا دون استثناء فالمنابر الحوارية انتهت مدة صلوحيتها ولم يعد فيها ما يشفي الغليل ونحن في حاجة إلى الحقيقة كاملة من مصدرها ويكفينا ما جناه علينا إعلام الحقبة الفارطة الذي يتلون كالحرباء ويستمد وجوده من أنفاس السلطة... أمس أعلنت قناة العربية وذلك من خلال تغطيتها المتواصلة للأحداث في تونس أن اشتباكات عنيفة تدور في حرم القصر الرئاسي بقرطاج بين قوات الجيش الوطني ومجموعة من أعوان الحرس الرئاسي الموالين للرئيس السابق,اشتباكات عنيفة لم تشر لها أية تلفزة تونسية بعمد أو دونه رغم تغطيتها المتواصلة لسير المستجدات وهذا ما يطرح أكثر من نقطة استفهام خاصة وان الأمر يعد على غاية من الأهمية مع ذلك تجاهلت قنواتنا الأمر برمته وواصلت سياسة النعامة... نطلب بكل لطف من التلفزات التونسية التعامل مع هذا الوضع العصيب الذي تشهده البلاد بكل حزم والتعامل كذلك مع المواطن التونسي بكل احترام دون الاستخفاف به لذلك ننتظر الآن عرض بعض الموقوفين على شاشة التلفزة وننتظر اعترافات مباشرة من أمثال الحاج قاسم و السرياطي وغيرهما من قادة التخريب والتقتيل و نرجو كذلك أن تفتح كل الملفات المتعلقة بسقوط النظام السابق لأنّه من العيب أن نسمع عن إيقاف سليم شيبوب أو عن هروبه على شاشات الجزيرة والعربية و الحال أن قنواتنا التي توجد على أرض الواقع تكتفي بنقل بعض النداءات وصرخات الاستغاثة وهذا الأمر لم يعد مقبولا على الأقل في الظرف الحالي...