قبل يوم واحد من هروب صهر الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ظهر محمد صخر الماطري في مجلس النواب ليتحدث إلى بعض الصحفيين ويفند الإشاعات التي تحدثت عن هروبه في تلك الفترة. وأكد صخر الماطري آنذاك بكل وقاحة أن لا شيء يجعله يهرب من البلاد لكن بعد يوم واحد تقريبا وربما بعد ساعات غادر هذا الشاب اليافع البلاد ليلتحق ببقية أفراد عائلة أصهاره ممن تسنى لهم الهروب قبل إلقاء القبض عليهم ولا ندري هل أن صخر الماطري مازال مصرا على أن لا شيء يجعله يهرب من البلاد والحال أنه يجسد مثالا حيا لاستغلال النفوذ ونهب أموال الشعب. فهذا الشاب الذي لم يتجاوز سنه الثلاثين سنة لم يكن يملك غير انتمائه لعائلة الماطري وصداقة والده بالرئيس المخلوع بحكم تكوينهما العسكري...كما أن هذا الشاب لم يبلغ مستوى علميا كبيرا ولم تعرف عنه العبقرية التي تؤهله لتكوين ثروة طائلة في ظرف وجيز جدا. ومن الثابت أن حياة هذا الشاب انقلبت رئسا على عقب قبل خمس أو ست سنوات فقط عندما اقترن بنسرين إحدى بنات الرئيس المخلوع والبنت البكر لزوجته ليلى الطرابلسي. ومع أن الصهر الجديد لم يعرف عنه أنه كان ينتمي إلى قطاع معين أو يمتهن مهنة معينة إلا أنه أبدى براعة لا متناهية في اقتناص الفرص وتحقيق الأرباح بالمليارات ومن أولى الصفقات التي نسبت لصخر الماطري صفقة خوصصة بنك الجنوب (التجاري بنك) ويبدو أن هذه الصفقة فتحت شهية هذا الشاب إذ جاءت العديد من عمليات الخوصصة على مقاسه تماما فكانت شركة "المحرك" التي تلتها العديد من الصفقات والمشاريع الأخرى إلى أن تمكن هذا الشاب الصغير من بعث مشروع بنك الزيتونة وهو بنك إسلامي نكاد نجزم بأن مصادر تمويله لا تمت إلى الإسلام بصلة. ولم تقتصر استثمارات الشاب محمد صخر الماطري على القطاع المالي بل شملت تقريبا المجالات الأخرى فمن المجال الصناعي إلى مجال الاتصال والإعلام والسياحة والنقل والفلاحة وغيرها من المجالات ومثلما هو معلوم فقد كانت صفقة الاستحواذ على نصيب شركة أوراسكوم المصرية في مشغل الاتصالات تونيزيانا من آخر الصفقات التي أبرمها صخر الماطري بمعية شركة كيوتل القطرية. لكن يبدو ان جاه المال لم يكن كافيا لإشباع نهم هذا الشاب اليافع بل أراد ان يضيف إليه جاه السلطة والسياسة فكان أن دخل مجلس النواب وانضم كذلك إلى اللجنة المركزية لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي وهي خطوة غذت الإشاعات التي تحدثت عن إعداده لخلافة صهره في الحكم لكن لسوء حظه جاءت ثورة الشعب لتجهض مشاريعه وبرامجه وبرامج "حماته".