عند انطلاق الشرارة الأولى للاحتجاجات في تونس بعد أن أحرق محمد البوعزيزي نفسه تبنت عديد الوجوه المعروفة في الشارع التونسي مسؤولية الدفاع عن النظام السابق بزعمائه وعلى رأسهم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ونذكر من بين ألسنة الدفاع هذه الإعلامي "برهان بسيس" ووزير التعليم العالي السابق السيد "البشير التكاري" وكذلك الإعلامي ومدير مجلة الملاحظ السيد "بوبكر الصغير" وغيرهم كثير... ولكن بعد ثورة شباب تونس الأحرار برزت وجوه جديدة على الساحة دون أن ننسى بعض الوجوه القديمة التي "قلبت الفيستة" أولهم "عفيف الفريقي" الذي طالما نادى بحياة الرئيس السابق معددا إنجازاته العظيمة فأطل علينا من إحدى القنوات العربية يلعن ويندد بما كان بالأمس القريب محل شكر وتمجيد من قبله. وإن كان "بوبكر الصغير" امتلك من الجرأة الكثير واعتذر للشعب التونسي فإن وجوها أخرى اختفت نهائيا من الساحة فالسيد "برهان بسيس" اندثر من الساحة الإعلامية وعلمنا أنه خارج البلاد أيضا لم يطل علينا السيد "منصف بن سعيد" الذي بكى في المباشر من شدة تأثره بمدى كرم الرئيس السابق عندما سمح لقناة حنبعل بتصوير أجواء البطولة الوطنية. وإن كانت اغلب هذه الأسماء التي ذكرناها فاعلة في الإعلام المرئي فإننا أيضا في الصحافة المكتوبة نجد عديد الأقلام التي غيرت اللون بسرعة البرق ولعل أبرزها مدير جريدة الحدث السيد "عبد العزيز الجريدي" القلم الملوث للسلطة السابقة فكثيرا ما تجاوز جميع الخطوط الحمراء ونعت العديد بنعوت غير لائقة خدمة للحكومة السابقة والتقرب منها مستخدما سياسة الفضائح ولكن اليوم نجده يبارك ويمجد الثورة متبنيا جميع شعاراتها... إن ذلك مخجل فعلا... !