قضية "ستروس كان" ألقت بظلالها داخل صندوق النقد الدولي لا من الناحية الإدارية فحسب بل امتدت إلى العلاقات بين الموظفين. ففي تحذير شديد اللهجة أوردته صباح اليوم الجمعة صحيفة "نيويورك تايمز" أعطيت لموظفي الصندوق تعليمات تحث المسؤولين على الابتعاد قدر الإمكان عن منظوريهم لأن أي تقارب يمكن أن ينجر عنه مشكل وفي جميع الأحوال يجب الإعلان عنه حتى يقع تغيير أحد الطرفين من مكان عمله وإلحاقه بمكان آخر. وتحذر الإدارة من أن عدم الإعلان في الوقت المناسب عن أي علاقة مشبوهة قد تعرض صاحبها إلى العقاب. ومعلوم أن "دومينيك ستروس كان" الذي قضى أربعة أيام بالسجن كان قد نقل اليوم إلى منزل خاص سيخضع فيه لإقامة مراقبة مشددة تحت حراسة ربما تدوم بضعة أشهر لحين انتهاء محاكمته. وتحصل "دومينيك ستروس كان" على هذه الحرية النسبية مقابل فدية تعادل مليون دولار أمريكي بعد أن نسبت له رسميا تهمة التحرش الجنسي من طرف هيئة المحلفين. وقد وجهت له سبع تهم ربما تكلفه في مجموعها 74 سنة سجنا. وجدير بالذكر أن "ستروس كان" كان قد قدم استقالته من إدارة صندوق النقد الدولي في الليلة الفاصلة بين يومي الأربعاء والخميس حتى يتمكن حسب قوله : "من تجميع كل مؤهلاته و قواه لإثبات براءته".