كان الطاهر شريعة(5 جانفي 1927- 2 نوفمبر 2010) نجم مهرجان كان يوم أمس بعرض فيلم "في ظل شجرة الباوباب" لمحمد شلوف مدير اللقاءات السينمائية بهرقلة، وقد انتظمت مائدة مستديرة حول الطاهر شريعة مؤسس أيام قرطاج السينمائية وأب السينما الإفريقية بمشاركة ثلة من السينمائيين أبرزهم المصري توفيق صالح والمالي سليمان سيسي وسارج توبيانا مدير سينماتاك الفرنسي ووزيرة الثقافة الكامرونية وفريد بوغدير والإبن البكر للطاهر شريعة قيصر الذي تسلم ميدالية سنقور من المنظمة الدولية للفرنكفونية التونسية حاورت قيصر شريعة عن الطاهر شريعة الأب والإنسان ... - ماهي إنطباعاتك حول الفيلم ؟ سي محمد شلوف شرع في التصوير منذ سنة 2005 كنا نتوقع في العائلة أن يقوم بهذه المهمة الناصر الكتاري بحكم قرابته العائلية بسي الطاهر ولكن فاجأنا محمد شلوف بتحمسه الكبير للطاهر شريعة وصبره عليه ...فشكرا له على مجهوده المتواصل منذ خمس سنوات لإنجاز هذا الشريط - صرح لنا الطاهر شريعة في حوار سابق أن شغفه بالسينما جعله يضحي بعائلته وأبنائه فهل تشعر بأنه ظلمكم ؟ كنا نشعر بذلك وهو حي يرزق بيننا أما الآن فلا يمكنني قول ذلك فقد ترك لنا قيمة رمزية لا تضاهيها أي قيمة ما الذي تغير ؟ حين كان الطاهر شريعة حيا لم يكن لنا وجود تقريبا بجانبه ، لقد قضيت حياتي وأنا إبنه البكر على الهامش ...كان ينظر للعالم من خلال نفسه لا أحد يقدر على بلوغ المستحيل سواه ... - هل دفعك هذا إلى النفور من السينما؟ أنا بعيد عن السينما لأسباب عائلية ليس الوقت ملائما لشرحها -كم يبلغ عدد أبناء الطاهر شريعة ؟ نحن أربعة من أم تونسية( حاتم وخالد وبلقيس وقيصر) وإكتشفنا لاحقا أن للطاهر شريعة إبنا في بوركينا فاسو -هل إلتقيتم به؟ نعرفه من خلال ما كتبه سي الطاهر ولكننا لم نلتق به ...شفنا تصاورو - هل كان الطاهر شريعة أنانيا؟ نحن نتحدث عن فنان ورجل إستثنائي ولذلك تسقط المقاربات العادية لشخصيته ... حلمه كان أكبر من طاقة الإنسان وقدرته ...حين تقرأ كتابات روسو يقودك إلى المدينة الفاضلة أما كأب فتكتشف أنه تخلى عن أبنائه في ملجأ ... - هل صحيح أن هناك خلافات مع الناصر الكتاري؟ (يشعر بحرج متفاديا الإجابة وأمام إلحاحنا يقول) "كتب سي الطاهر سيناريو فيلم محمد هندو وكان المنتج المنفذ للفيلم في تونس الناصر الكتاري ...وإلى اليوم لم نحصل على أي مليم رغم مطالبة والدي بحقوقه المادية والأدبية وقد رفعنا قضية ضد محمد هندو ... - يبدو أنك إقتربت من أبيك في محنة مرضه ؟ - هذا صحيح ... الوالد كان يقرب إليه شقيقتنا الوحيدة بلقيس بإعتبار ندرة الفتيات في عائلة شريعة ... ومع ذلك لم يساهم في مسيرتها الفنية بإستثناء تقديمها لعلي بن عياد... - كيف كان خلال مرضه؟ - كان يدرك أنه سيموت ولكنه كان رافضا للموت ...ثار ضد الموت... كان يحز في نفسه أن يترجل في هذا الوقت من صهوة حصانه ... - لماذا سجن الطاهر شريعة مطلع السبعينات؟ كان أبي ضحية مؤامرة قذرة للتخلص منه لأنه كان ضد الهيمنة الأمريكية على السينما العالمية مدافعا عن سينما إفريقية بديلة تحررية وتقدمية - هل ترك الطاهر شريعة مخطوطات ؟ - لقد خلف مكتبة ضخمة من المخطوطات تناهز 4000 ورقة أعطى الجزء الأكبر منها لمشروع المكتبة الذي كان يفترض إنجازها إثر وفاته في مسقط رأسه صيادة - - أين وصل المشروع؟ - إسألوا السادة منصور مهني وآدم فتحي والناصر الكتاري ...أما أنا فأحتفظ بثلث ما خلفه من مخطوطات ...أنت تعرف أن كل شيء توقف بعد الثورة - هل ترك أموالا؟ - ترك لنا ثروة أهم من المال هي حب الناس وإحترامهم له ... - هل سامحته؟ - من أنا حتى أسامحه ؟ أنا فخور بأن أكون إبن الطاهر شريعة ...كان"جبارا"وعنيدا له شخصيته الإستثنائية...الله يرحمه - ما هو أهم إنجاز للطاهر شريعة ؟ - أعتقد أنه من فاتحي إفريقيا ثقافيا .