بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة صدر أمس عن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين التقرير السنوي للحريات الصحفية 2011 والذي جاء هذه السنة في صبغة جديدة باعتباره احتوى على تقريرين في نفس الوقت، تقرير خاص بالحريات الصحفية وتقرير خاص بمرصد أخلاقيات المهنة أعده المرصد الذي أنشىء حديثا صلب نقابة الصحفيين فكان التقرير متكاملا في قسمين. وقد تولى نقيب الصحفيين التونسيين تقديم الجزء الخاص بالحريات الذي ضم تحليلا للمشهد الإعلامي التونسي بعد الثورة الذي يعيش مخاضا عسيرا واضطرابا على مستوى المضامين وعلى مستوى التشريع كما تطرق تقرير الحريات لهذه السنة إلى مختلف الإخلالات والتجاوزات التي صبغت المشهد الإعلامي ما بعد ثورة 14 جانفي كما أشار التقرير إلى الضغط الكبير الذي يعاني منه الصحفيون التونسيون اليوم خاصة أمام محاولات الزج بهم في معارك سياسية وايديولوجية. وبالإضافة إلى ذلك فإن تقرير الحريات الصحفية قد حذر من عديد الأخطاء التي قد وقع فيها الإعلاميون التونسيون عن قصد أو عن غير قصد في تناولهم لبعض القضايا الاجتماعية أو السياسية لم يخرج من ظل المغالاة. كما حذر التقرير أيضا من وجود انتهاكات للقواعد والضوابط المهنية في جل وسائل الإعلام مرئية ومسموعة ومكتوبة وهو ما جعلنا نعيش حالة من "الفلتان الإعلامي " اعتبرها التقرير حالة غير صحية باعتبار أن المرحلة الحالية تحتاج إلى إعلام واع ومتمسك بضوابط المهنة الإعلامية . وأشار التقرير أيضا إلى مختلف حالات الانتهاكات التي كان ضحيتها الصحفيون بعد ثورة 14 جانفي من اعتداءات ومنع من ممارسة المهنة والتضييقات بمختلف أنواعها مشيرا إلى استمرار سياسة التضييق وتكميم الأفواه حتى اليوم ودعا التقرير إلى ضرورة إدخال إصلاح تشريعي يهم قطاع الإعلام ليكون قادرا على مواكبة التحولات الديمقراطية التي تعيشها تونس باعتبار أن حرية الإعلام هي المدخل الأساسي لكل الحريات الأخرى. الجزء الثاني من تقرير الحريات لسنة 2011 ضم تقريرا لمرصد أخلاقيات المهنة الصحفية الذي تولى رصد الإخلالات والأخطاء المهنية التي تتنافى مع أخلاقيات المهنة في عدد من وسائل الإعلام وهي أخطاء سببها غياب هيئات تحريرية في بعض هذه الوسائل بالاضافة الى بعض الأخطاء التي سقطت فيها مختلف الوسائل الإعلامية خاصة في مسألة تناولها لنقد رموز النظام السابق ومناصرة الثورة حيث لم تتجاوز الثلب لرموز الفساد والتمجيد لثورة الكرامة وقد دعا التقرير إلى ضرورة التنصيص على علوية المعيايير المهنية في قراءة الرسالة الإعلامية مهما كان موضوعها ويهدف تقرير مرصد أخلاقيات المهنة إلى التأسيس لإعلام بديل عبر رصد و نقد الإخلالات التي قد يقع فيها الإعلاميون ضمن السعي إلى تصحيح هذه الأخطاء والممارسات المغلوطة صلب وسائلنا الإعلامية. ويأتي نشاط مرصد أخلاقيات المهنة الصحفية صلب النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين دعما لجهود المكتب التنفيذي والتعاون في ما بينهما لإنجاز تقرير مشترك تأسيسا لمرحلة جديدة من العمل الصحفي خدمة لإعلام بديل حر ومسؤول.