مثل موضوع "بعث المؤسسات والتجديد والتنمية الجهوية" محور أعمال الندوة العلمية الدولية الثانية حول دور الجامعة في نشر ثقافة المبادرة وبعث المؤسسات التي انطلقت فعالياتها يوم الجمعة بالحمامات الجنوبية بمشاركة طلبة وباحثين وجامعيين وخبراء ورجال أعمال من تونس ومن بلدان مغاربية وأوروبية. وتهتم هذه الندوة التي تتواصل على مدى يومين وتنتظم بمبادرة من جامعة صفاقس بالتعاون مع جامعة سوسة وجامعة قابس وشبكة ابن رشد التي تجمع 15 جامعة متوسطية بدور مؤسسات التعليم العالي في غرس ثقافة بعث المؤسسات لدى الطلبة وإدراجها ضمن البرامج التعليمية في مختلف المستويات. وتسعى الندوة إلى بحث السبل العملية الكفيلة بتغيير عقلية الطالب او خريج الجامعة من باحث عن عمل أو وظيفة إلى باعث لمؤسسة قادرة على المساهمة في التشغيل. كما تهدف هذه الندوة إلى إبراز أهمية تثمين المنتوج الجامعي من بحوث ودراسات واختراعات ومشاريع تخرج والنهوض بمجالات التجديد التكنولوجي لبعث جيل جديد من المؤسسات ذات قيمة مضافة عالية. وأوضح السيد "رفعت الشعبوني" وزير التعليم العالي والبحث العلمي في افتتاح أعمال هذه الندوة أن غرس ثقافة المبادرة وبعث المؤسسات يمثل ابرز تحد للمؤسسة الجامعية التونسية وللمنظومة التربوية والتكوينية بصفة عامة. وابرز أن الربط بين بعث المؤسسات والتجديد والتنمية الجهوية أمر ضروري لدفع التنمية الاجتماعية والاقتصادية مبينا أهمية دفع التعاون بين المؤسسات الجامعية ونظيراتها في الخارج والعمل على دعم تفتح الجامعة على محيطها بهدف إعداد الطالب منذ المراحل الدراسية الأولى ليكون صاحب مؤسسة قادرة على توفير مواطن شغل. وشدد على أهمية دعم استقلالية الجامعة وتوفير الاعتمادات اللازمة لها سواء عن طريق الحكومة أو من خلال تفعيل برامج التعاون المشترك ومتعدد الأطراف بهدف تأهيل المؤسسة الجامعية لتضع أسس حوكمة خاصة بها وتسهم بالتالي في خلق ديناميكية تنموية جديدة. وابرز جدوى الملتقيات العلمية في تعميق التفكير حول الإصلاحات التي تحتاجها الجامعة التونسية اليوم حتى تضطلع بدورها على أكمل وجه وتعزز قدراتها في رفع التحديات التي تواجهها بلادنا حاضرا ومستقبلا. من ناحيته بين السيد حامد بن ضياء رئيس جامعة صفاقس إلى أن الندوة تمثل فرصة هامة لجعل/ الجامعة في قلب التنمية/ وذلك من خلال تثمين مواردها البحثية والبشرية بهدف خلق جيل جديد من المؤسسات المجددة القادرة على دفع نسق التنمية الجهوية خاصة إذا تم إحكام الربط بين خصوصيات الجهات واحتياجاتها وما يتم انجازه من بحوث وأعمال بالمؤسسات الجامعية. ويتضمن برنامج الندوة مجموعة من المداخلات التي تتعلق ب/استكشاف فرص المبادرة لبعث المشاريع/ و/تمويل التجديد والبحث العلمي التنموي/ بالإضافة إلى /التربية على المبادرة لبعث المشاريع ونشر ثقافة المبادرة/.