يعاني القطاع السياحي في تونس من وضعية حرجة و"كارثية" بعد الثورة أدت إلى تراجع المداخيل بحوالي 70 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية, ورغم ذلك مازال القطاع ينتظر تدخل الحكومة المؤقتة لمساعدة أهل المهنة في تجاوز المرحلة الصعبة, هذا ما صرح به صباح اليوم كل من السيد "محمد بلعجوزة" رئيس الجامعة التونسية للسياحة والسيد "الطاهر السايحي" رئيس جامعة وكالة الأسفار خلال اللقاء الإعلامي الذي التأم بأحد نزل العاصمة وحضره كل من السيد "عفيف كشك" رئيس لجنة التسويق والتجارة السياحية والسيد "حمودة بلهوان" رئيس الفرع الجهوي لجامعة وكالات الأسفار بسوسة والسيد "بوبكر بوزارة" رئيس الفرع الجهوي لجامعة النزل بسوسة والسيد "جلال بوريشة" رئيس فرع جامعة النزل بجربة- جرجيس. و صرح السيد "محمد بلعجوزة" أنه بعد إشعاع تونس عالميا بسبب الثورة, كان يتوقع أن يرتفع عدد السياح في تونس وأن يتحسن القطاع ولكن الأحداث التي جدت بعد الثورة سواء داخلية أو خارجية حالت دون ذلك. وأضاف أن أهل المهنة لم يطالبوا الحكومة المؤقتة بمساعدات مادية للمؤسسات السياحية بل طلبوا فقط تسهيلات في دفع المستحقات على غرار فواتير استهلاك الكهرباء والماء و معاليم الصناديق الاجتماعية..ولكن إلى غاية اليوم لم تقع الاستجابة لمطلبهم رغم أن مجلس الوزراء الذي انعقد بتاريخ 22 أفريل 2011 صادق على قرار بهذا الخصوص لم يصدر بالرائد الرسمي للبلاد التونسية الى اليوم. كما بين أن قطاع السياحة طالب بالحصول على نفس الاهتمام والحوافز التي تحصلت عليها القطاعات الأخرى من قبل الحكومة المؤقتة فهو يوفر حوالي 500 ألف موطن عمل قار ويرتبط به حوالي 2 مليون مواطن تونسي. كما أكد السيد "محمد بلعجوزة" أن جامعة النزل تعهدت بالمحافظة على مواطن العمل ولكن الوضع استمر على ما هو عليه مما اضطر بعض النزل للإغلاق أو التخلي عن الأعوان المتعاقدين. وفي نفس السياق, أكد السيد "الطاهر السايحي" رئيس جامعة وكالات الأسفار أن مجالهم يقتسم نفس الهموم مع النزل ويعاني من نفس المشاكل, فكل المؤشرات تدل على أن الموسم السياحي سيكون كارثيا على حد تعبيره, فالحجوزات الخارجية تراجعت بحوالي 60 بالمائة وبعضها توقف تماما أو تم تغيير وجهات السفر وفسخ نسبة هامة من الحجوزات وذلك شمل جميع أصناف وأنواع وكالات الأسفار التي يبلغ عددها في تونس 700 وكالة توفر حوالي 10 آلاف موطن عمل مباشر وغير مباشر. كما شدد على أن الخروج من هذا الوضع الصعب لن يكون إلا بتدخل الدولة, مبينا في نفس الوقت أنهم قاموا بمساعي عديدة ولكن لم يتلقوا ردا واضحا إلى حد الآن. كما أعلن السيد "بوبكر بوزارة" ممثل جامعة نزل بفرع سوسة أنه انه تم غلق 30 نزلا للإغلاق من بين 104, وأنه يوجد بجهة سوسة القنطاوي حوالي 5 آلاف موطن عمل مهدد, كما أضاف السيد "جلال بوريشة" أن في منطقة جربة جرجيس أغلق 27 نزلا من بين 76 نزلا. وقد أجمعت كل الأطراف على ضرورة تدخل الدولة لمساعدة هذا القطاع, مؤكدين في نفس الوقت أن سلطة الإشراف لم تأخذ مطلقا بعين الاعتبار المقترحات التي يقدمها أهل المهنة, ولم يقع تشريكهم في القرار بل كانوا يشاركون في الاجتماعات بالحضور فقط , فهم يعتبرون أن الحملات الترويجية التي تقوم بها حاليا وزارة السياحة والتجارة لم تكن ضرورية في ظل الوضع الراهن ولن تكون ناجعة بالقدر الذي يتوقع. كما أكدوا ضرورة تنويع المنتوج السياحي الذي لا يستجيب حاليا للمعايير الدولية باعتباره هشا وضعيفا.