تاريخ حافل بالنضالات,تاريخ يشهد على التضحيات الجسيمة التي قدمها للذود عن حرمة الوطن و حماية البلاد و العباد من كل خطر يهدد أمنها أو استقرارها.تاريخ بعيد كتب و تاريخ قريب يكتب عن بطولات رجال قدموا أنفسهم وراحتهم وحياتهم لخدمة الآخرين دون لهفة على الفوز بمقابل. و بالعودة إلى 20 مارس 1956 الموعد التاريخي لاستقلال البلاد بدأت دولتنا الفتية في تلك الفترة بتركيز الهياكل الاقتصادية و الاجتماعية و منها إحداث وزارة الدفاع الوطني في 03 ماي 1956 لتتشكل أول نواة للجيش الوطني بعد فترة قصيرة و يقوم بأول استعراض له وسط العاصمة يوم 24 جوان 1956. و منذ ذلك التاريخ لم يتوان الجيش عن العمل المتواصل بكل إخلاص و من ذلك سجل مشاركته في حروب رمادة 1958 و بنزرت 1961 إلى حدود خروج آخر جندي فرنسي عن ارض الوطن فيما يعرف بحرب الجلاء في 15 أكتوبر 1963. و اختار الجيش الوطني لنفسه خطا لم يحد عنه منذ نشأته ليلتزم بمهامه التي تتمثل خاصة في الدفاع عن استقلالية الوطن وتأمين حدوده البرية و حماية سواحل البلاد ومجالها الجوي و حماية حرية الشعب و مؤسسات الدولة. و فضلا عن ذلك التزم الجيش بانجاز مهام تكميلية من خلال معاضدة المجهود التنموي في كافة المجالات بالمساهمة في انجاز عدة مشاريع من بينها مشروع رجيم معتوق ودعم البنية الأساسية هذا وفتح مجال التكوين أمام الشبان المدعوين في نطاق أداء الخدمة الوطنية وكذلك المدنيين. أما عالميا فيساهم الجيش في حفظ السلام في العالم ونشره سواء تحت لواء منظمة الأممالمتحدة أو في إطار آليات الاتحاد الإفريقي. موعد آخر سجل فيه الجيش حضوره و بقوة 'موعد تاريخ 14 جانفي 2011 وما بعده حيث ساهم الجيش الوطني في حفظ النظام العام وحماية أمن المواطن والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة من ذلك قيامه بنقل الحبوب إلى مراكز التخزين و نقل أوراق الامتحانات و حماية جميع مراكز الامتحانات و الإصلاح و إحباط عديد محاولات الهجرة غير الشرعية و إنقاذ و نجدة الغارقين و البحث عن المفقودين . و لم يقتصر الأمر على هذا الحد بل قام بحماية الحدود البرية و البحرية و دعمها بتشكيلات إضافية ليلا و نهارا و قام بتركيز مستشفى مدني و مخيمات بمنطقة رأس الجدير مع اندلاع الثورة الليبية تحسبا لتدفق اللاجئين و استطاع السيطرة على الأوضاع هناك. ولايزال جيشنا الوطني يبرهن على حسن استعداده للتضحية ونكران الذات في سبيل عزة الوطن ومناعته.