إنعقدت صباح اليوم ندوة علمية دولية بنزل أفريكا بالعاصمة نظمها كرسي اليونسكو للدراسات المقاربة للأديان ومؤسسة كونراد أديناور تحت إشراف السيد وزير التربية الطيب البكوش ، تناولت الندوة موضوع الأديان في المجتمعات الديمقراطية في علاقة الدين بالسياسة . أشار السيد الوزير إلى اهمية الموضوع الذي يحمل صبغة خاصة باعتبار الظروف التي تمر بها تونس بعد ثورة الكرامة والحرية والديمقراطية مضيفا ان الثورة أثمرت الاعتراف بأحزاب ذات مرجعية دينية وهو واقع جديد يحدث لأول مرة في تونس يحتاج إلى نقاش . أضاف السيد الوزير أن مثل هذه الندوات كانت مستحيلة في العهد السابق إذ ان هذا النظام البائد كان يقوم بتعطيل الضيوف الأجانب تعطيل الأموال المحولة للبنك المركزي لتدعيم هذه المنظمات فالسلطة الديكتاتورية لا تريد تنظيم ندوات فكرية فتفرض عراقيل من شأنها أن تعطل مسار انعقاد الندوة . أما الآن وبعد سقوط النظام البائد أصبحت مثل هذه المنظمات والندوات تعقد دون إشكال ودون ترخيص . يقول السيد الوزير أن موضوع اليوم يتميز على المواضيع الأخرى من جهة أعم ومن جهة أدق أي أنه لن يتناول موضوع الأديان في المطلق وإنما بصفة خاصة في المجتمعات الديمقراطية مكانة الدين ومنزلته في المجتمعات الديمقراطية. كما أشار أن الموضوع المثار هو علاقة الدين بالديمقراطية وليس علاقة الدين بالسياسة لأن السياسة ممارسة والديمقراطية قيمة. أما الإجابة عن علاقة السياسة بالمقدس فهي ليست بديهية أو سهلة . هذا وتطرق السيد الوزير إلى ضرورة إقامة مقاربة بين الدين والديمقراطية: أولا عبر المساواة بين الجنسين الذي يعتبر مطلبا ديمقراطيا وفي الآن نفسه قيمة كونية لا يعقل أن نجد من يناقضها في الدين . كما يشير السيد الوزير إلى ان ممارسة الدين وممارسة الديمقراطية في آن واحد تجمعهما علاقة تقننها منظومة تشريعية هي مبدئيا وضعية .أما الممارسة الدينية فهي الأساس في ممارسة لواجبات روحية تتنزل في المقدس وكثيرا ما تشتمل على حقوق وواجبات وتشريعها يخضع للتأويل والاجتهاد وهما نشاطان بشريان والإشكال ليس العلاقة في المفاهيم وإنما في ترجمتها على أرض الواقع ، ليبرز السؤال : إلى أي مدى يواكب الدين روح العصر ومتطلباته ؟ يضيف السيد الوزير ان الإسلام التونسي إسلام منفتح والعلاقة بينه وبين السياسة علاقة تكامل في كنف مجتمع مسلم ديمقراطي .
هذا وقد تطرق السيد الوزير إلى مناقشة مستقبل الثورات العربية وقضية الدين والديمقراطية من خلال طرح الإشكالات والمجالات القائمة حاليّا بتونس ومصر وإن تأخّرت هذه المجتمعات العربية في مجال الديمقراطية إلا انها تستطيع اللحاق بركب المجتمعات الحديثة مع مراعاة خصوصياتها وسياقاتها . ستعرض الندوة بقية أهدافها يوم غد 26 جوان بنزل أفريكا .