عاد الترجي الرياضي فجر اليوم الأحد على الساعة الثانية إلا ربع إلى تونس قادما من الجزائر حيث أجرى مساء أمس مباراة الجولة الأولى لدور المجموعتين لكأس رابطة الأبطال الإفريقية ... الترجي الرياضي تحول مباشرة إلى أحد الفنادق في قمرت لقضاء ما تبقى من الليلة ثم التدرب هذا الصباح وإجراء حصة لإزالة الإرهاق. تعادل في طعم الهزيمة على الرغم من بعض الكلام هنا وهناك من بعض المرافقين الذين لا يفقهون من أمور الكرة شيئا لإيهام الأحباء والمسؤولين واللاعبين بأن النتيجة إيجابية فإن ما يجب التأكيد عليه هو أن التعادل الذي خرج به الترجي الرياضي أمس ضد المولدية سلبي وفي طعم الهزيمة لأن ممثل الكرة التونسية يفوق ممثل الجزائر من كل النواحي وكان بإمكانه تحقيق فوز ثمين يفتح أمامه أبواب الدورنصف النهائي على مصراعيها تماما مثلما فعل ذلك في السنة الفارطة في سطيف ضد منافس أقوى وأفضل وأخطر من المولدية... الترجي الرياضي لم يستغل تقدمه في النتيجة ولم يستغل سيطرته في الشوط الثاني ولم يستغل تفوقه الفني والبدني على المنافس ولم يستغل أي عامل من عوامل النجاح في مباراة ضد فريق غير جاهز لمغامرة رابطة الأبطال الإفريقية في دور متقدم كهذا بعد خروج أبرز لاعبيه ومدربه الذي عوضه المعد البدني حيث تقدم المولدية لهذا اللقاء ب15 لاعب فقط منهم واحد مصاب وبحارس مرمى فحسب... لاعبو الترجي الرياضي ومسؤولوه لم يكونوا بعد اللقاء سعداء بالنتيجة على الرغم من تطمينات ومسرحيات الدخلاء حيث يدرك الترجيون الحقيقيون أن فريقهم خسر نقطتين ثمينتين جدا في هذا الدور الهام من أمجد وأغلى مسابقة إفريقية على مستوى الأندية. اختيارات وقرارات في حاجة إلى المراجعة الترجي الرياضي ومن سوء حظ أحبائه لم يصلح أخطاءه خلال انتصاراته وتتويجه بالبطولة وهذا هو مشكل أنديتنا التي تنتظر العثرات والخيبات للقضاء على السلبيات بينما كان من الإفضل والأجدر أن تفعل ذلك خلال الإنتصارات والنتائج الإيجابية ناهيك وأن نقاط الضعف واضحة وجلية... الآن وبعد العثرة في كأس رابطة الأبطال أصبح الترجيون من مسؤولين وإطار فني ولاعبين في موقف حرج جدا يحتم عليهم مراجعة حساباتهم كليا وكذلك اختياراتهم... أول شيء هو أن الزاد البشري الحالي غير مؤهل للعب الادوار الأولى قاريا ولا بد من تعزيزات في عدة مراكز وليس مركز واحد مثلما قال ذلك نبيل معلول فهناك لاعبون ما انفكوا يؤكدون محدودية إمكانياتهم وعدم قدرتهم على اللعب كأساسيين في الفريق... الشيء الثاني هو ضرورة القيام بانتدابات محلية كبيرة لأسماء معروفة قادرة على تقديم الإضافة محليا وكذلك قاريا بحكم خبرتها لأن الترجي الرياضي في حاجة إلى لاعبي تجربة وإلى منافسة جدية على المراكز في التشكيلة ستعود بالفائدة على الفريق وستحسن آداء العديد من اللاعبين... الشيء الثالث هو أن يستفيق بعض اللاعبين من سباتهم ونومهم " في العسل " وينزلون من برجهم العاجي ويكفون عن الطيران في السحاب والأوهام ويدركون جليا ومليا أن مشوارهم الكروي لا يزال في بدايته وأنهم لم يقدموا شيئا بعد للترجي الذي لا يعد الفوز بالبطولة إنجازا كبيرا بل إن الهدف هو رابطة الأبطال التي استهلوا أمس دور مجموعاتها بتعادل في طعم الهزيمة... الشيء الرابع هو ألم يكن من الأفضل المحافظة على درامان تراوي لفترة أخرى والإستفادة من خدماته في بعض المقابلات إلى حين دخول نجانغ في الأجواء وتقديمه الإضافة المرجوة والتي من الصعب أن تحصل منذ اللقاء الأول أو حتى الثاني. هل يملك الترجي الرياضي حاليا فريق رابطة الأبطال؟ السؤال الذي يطرح نفسه بعد البداية المتعثرة في دور المجموعات ضد أضعف فريق في المجموعة حاليا هو هل يملك الترجي الرياضي فريقا قادرا على التتويج برابطة الأبطال ؟ ... الإجابة ليست صعبة بالمرة فبكل مرارة وأسف نقول لا وهذا شيء يدركه الترجيون الحقيقيون الذين " لا يغطون عين الشمس بالغربال " ولا يتقربون من المسؤولين لمصالحهم الشخصية ولقضاء شؤونهم ... فالترجي الرياضي الذي يفقد كل مستواه بمجرد غياب لاعب أو اثنين أو انخفاض مستواهم لا يمكنه أن يقارع ويتنافس مع كبار القارة على الأميرة وعلى اللقب وهذا واضح وجلي ولا يخفيه إلا من لديه حاجة في نفسه ولا تهمه مصلحة الفريق.