خجول ، مرح، مجتهد، هذه أصدق العبارات التي من الممكن أن نصف بها الإعلامي خميس بوبطان مراسل قناة التلفزة الوطنية من الحدود التونسية الليبية الذي صعد نجمه خلال تغطيته للأحداث الأخيرة حتى أصبح أحد نجوم الساحة الإعلامية الوطنية و صفحات الفايسبوك. التقيته في مكتبه بإذاعة تطاوين وهو منغمس في تحضير المراسلات والريبورتاجات التلفزية لنشرة الأخبار على التلفزة الوطنية الأولى ورغم انشغاله فإنه قبل بصدر رحب الحديث إلى قراء " التونسية " وأفاد بتفاصيل وأخبار لم يسبق أن صرح بها... - خميس كيف كان دخولك إلى عالم الصحافة والإعلام؟ - بعد حصولي على الباكالوريا اخترت الدراسة بمعهد الصحافة وعلوم الأخبار لأتخرج سنة 2004 حاملا شهادة الأستاذية في الصحافة وطموحا كبير للنجاح في مهنة المتاعب فالتحقت بالإذاعة الجهوية بتطاوين كصحفي في عدة برامج ولما تم الفصل بين مؤسستي الإذاعة والتلفزة سنة 2006 تم تكليفي بالإشراف على وحدة الانتاج التلفزي بإذاعة عروس الصحراء بتطاوين وإنجاز المراسلات والروبورتاجات لفائدة التلفزة الوطنية. - وجدت نفسك في الواجهة فجأة خلال اندلاع الثورة الليبية؟ هذا قدري اندلعت الثورة في ليبيا وكانت الأحداث على الحدود التونسية من جهتي "الذهيبة" و"رأس الجدير" فكانت لحظة مواجهة حقيقية للحقيقة وإثبات الذات بتغطية كل التفاصيل: اللاجئين، القصف، الأحداث داخل التراب الليبي... وهو واجب نؤديه كمجموعة وإلاّ كيف نسمي أنفسنا صحفيين؟ هذا هو جوهر عملنا وعلينا القيام به - كيف تقيم تغطيتكم للأحداث؟ - في الحقيقة المشاهد يمكنه تقييم عملنا لكنني متيقن أننا قدمنا مجهودا ممتازا رغم الظروف الصعبة التي عملنا فيها. - بما أنك كنت الأقرب لما يحدث على الحدود التونسية الليبية لو تروي لنا بعض التفاصيل؟ - الأمور كانت صعبة جدا خلال الأيام الأولى للمواجهات حيث كانت موجة تدفق اللاجئين كبيرة كتسارع الأحداث والقصف على المعبر الحدودي بذهيبة، أوسيطر الخوف على الجميع فكنا نتوقع سقوط القذائف والصواريخ في كل لحظة في التراب التونسي وكان الجيش التونسي وقوات الأمن بمختلف وحداتها تحاول تأميننا في تنقلاتنا وتوجيهنا نحو مناطق أكثر أمنا - تعرضتم لمواقف صعبة جدا؟ - يبتسم ويقول " علاش تفكر في " فعلا عشنا لحظات صعبة حيث كانت القذائف تتساقط إلى جانبنا ولا ندري من أيّة جهة تحديدا فالقصف العشوائي الذي تقوم به كتائب القذافي لا يعطيك الفرصة لتعرف من أي جهة تأتي القنابل والصواريخ وجدنا أنفسنا مضطرين للاحتماء بالمساجد فالطقس شديد الحرارة ولا يوجد مكان آمن طوال ساعات العمل كنا نضطر للبقاء حتى ساعة متأخرة من الليل لمواكبة تطور الأحداث ميدانيا لم نجد أفضل من المساجد رغم إصرار أهالي ذهيبة على استضافتنا وتقديم كل العون من مأكل ومشرب رغم الأوضاع الخانقة وأنا أحييهم بالمناسبة . - من طرائف العمل والمغامرة؟ - يتذكر قليلا ثم يتكلم بابتسامة: خلال مواكبة الإضراب العام بولاية تطاوين كانت الأجواء مشحونة جدا والشارع يغلي فكل المدينة تعيش حالة عصيان مدني ولما شاهدت جموع المعتصمين الكاميرا اندفعت نحوي للتعبير عن احتجاجاتها ومطالبها وإيصال أصواتها فما كان مني إلا الهروب جريا والقفز فوق سوار الولاية لا تمكن من تصوير الأحداث وتمت الأمور بشكل جيد والحمد لله. - كيف تفاعلت مع الجماهيرية والشعبية الواسعة التي أصبحت تعيشها؟ - لقد ذهلت بصدق فأنا لم أقدم أي شيء أنجزت عملي فقط وهو واجب تجاه المشاهد ووفاء للمهنة التي اخترتها لكني سعيد بالتفاعل الايجابي للمشاهدين مع ما أقدمه. - خميس أنت شخصية أحبها المشاهدون بقطع النظر عن كيفية تعاملهم مع الأخبار. ما سر ذلك؟ - الحمد لله أولا وأشكر كل الذين غمروني بحبهم والمشاعر الصادقة، ولا يوجد أي سر فالتونسي يحب " الزوالي والذي على طبيعته " وأنا صادق ولا أتصنع لا في كلامي ولا أغير لهجتي وأنقل الأحداث مثلما ما أعيشها. - لو نتحدث قليلا عن المشهد الإعلامي اليوم ماذا تغير؟ - صحيح ان المشهد الإعلامي التونسي عرف بعض التحول بعد 14 جانفي وتحرر شيئا ما لكن ما تزال عديد المراحل من التكوين إلى طرق العمل إلى الهيكلة في حاجة إلى المزيد من الوقت وهي خطوات لا بد أن نسيرها بتأن حتى نرتقي بإعلامنا. .