رغم عدم تعوده على الظهور استطاع خميس بوبطان الصحفي بقسم الاخبار بالقناة الوطنية ان يخطف الانظارمنذ تدهور الاوضاع بليبيا وما انجر عنها من تزايد موجة اللاجئين على الشريط الحدودي بمعبري وازن ذهيبة وراس جدير وتدهور الاوضاع الامنية بالمنطقة..»خموس» ارتفعت اسهمه بقوة الصاروخ حيث اصبح اسمه على لسان الكبار والصغار بل ان البعض بات ينتظر فقرته الاخبارية. "الاسبوعي" تطرقت معه الى بداياته المهنية والمخاطر التي اعترضته على الشريط الحدودي وما بقي في ذهنه بشان مناطق الجبل الغربي وخصوصا الزنتان من خلال هذا الحوار؟ ماذا يمكن ان نعرف عن خميس بوبطان ؟ تخرجت سنة 1999 من معهد الصحافة وعلوم الاخبار وجوان 2000 كان تاريخ دخولي الى قسم الاخبار بالاذاعة الوطنية ولما انفصلت الاذاعة عن التلفزة سنة 2000 اخترت التلفزة باعتبار اني عملت بها كمتعاون خارجي منذ سنة 2001 في قسم الاخبار والمنوعات والمنظار والبرامج الرياضية المتعلقة بولايتي مدنين وتطاوين. والى جانب عملي الصحفي فاني اتحمل مسؤولية ادارة وحدة الانتاج التلفزي بتطاوين منذ سنوات. رغم هذه التجربة التي راوحت بين مؤسستي الاذاعة والتلفزة فان الاحداث التي شهدتها ليبيا والمواجهات بين الثوار وكتائب القذافي وما افضت اليه من تردي الاوضاع على الشريط الحدودي هي التي ساهمت في بروزك في اشهر قليلة بعد ان ظللت لسنوات مغمورا ؟ لا انكر ان التجربة الجديدة اختلفت كثيرا خاصة ان الاحداث التي شهدها الشريط الحدودي أي في راس جدير ثم ذهيبة كانت جديدة بالنسبة لكل الاعلاميين في كيفية التعامل مع المخيمات واللاجئين .ولم يسبق ان شهدت تونس مثل هذه الموجة للاجئين او كانت قريبة من الاحداث الدامية في ظل العلاقات التونسية الليبية التي تتميز بخصوصيتها. واعترف اني كنت امام تحد كبير بل وجدت نفسي في واقع اعلامي غريب علينا في ظل وجود قنوات تلفزية مختصة من «الجزيرة» و»العربية» الى «السي-آن- آن» و»البي- بي-سي» وغيرها وهي قنوات تفوقنا على مستوى خبرة صحفييها بمثل هذه الاحداث وامكانياتها التقنية. في خضم هذا الواقع الغريب والوضع الجديد كيف حاولت التأقلم لضمان مشهد اخباري في مستوى الانتظارات خاصة انك كنت تعلم ان المشاهد التونسي يتابع عن كثب مختلف الاحداث ويتطلع الى نبض جديد بعد الثورة ؟ كنت على يقين ان النجاح في شد المشاهد يتطلب مصادر متعددة للاخبار الى جانب المصداقية والحرفية خاصة ان مصادر الخبر التي كنا نعتمد عليها قبل الثورة مثل السلطة والامن وغيرها اصبحت ثانوية وتبعا لذلك كان لابد من تنويع هذه المصادر من اطراف عسكرية وشهود عيان وعلاقات خاصة ببعض الزملاء من قنوات عربية واجنبية الى جانب تركيزي الكلي على التواجد بموقع الاحداث بشكل دائم .ولا تتصوروا مدى تعبنا في الايام الاولى التي كنا نرابط خلالها على عين المكان بشكل لم أر فيه ابنتي لايام عديدة حيث كنت اعود الى المنزل في ساعة متاخرة واغادره مبكرا وهي لا تزال نائمة. ورغم كل ذلك فاني كنت اجد في التعب نكهة اخرى خاصة بعد ان بدات تتضح لي صورة ردود الافعال بشان ما نقدمه. الى أي حد انت راض عما قدمته ؟.. وهل كنت تتصور تحقيق هذا النجاح الذي ساهم في صعود شهرتك بقوة «الصاروخ»؟ بصراحة انا سعيد «وفرحان بالباهي» بالعمل الذي نقوم به باعتبار ان التلفزة الوطنية حققت السبق في عديد المرات وكانت مصدرا للخبر بالنسبة لفضائيات مختصة وبعض وكالات الانباء العالمية. واعتقد ان احداث ليبيا اعادت الكثير من المشاهدين الى التلفزة الوطنية بعد ان هجروها لان الاحداث الدامية وموجة اللاجئين فرضت نفسها على الجميع لمتابعة تفاصيل مجريات الاحداث والاطلاع على اخر المعطيات. كيف لمست ردود افعال المشاهدين في الشارع خاصة ان الكثير منهم اصبح ينتظر «خميس بوبطان»؟ في كل الاماكن التي انتقلت فيها بالجنوب شعرت بارتياح واعجاب المشاهد للعمل الذي نقدمه. وما لفت انتباهي اكثر ان الصغار الذين لم يتعودوا على متابعة الاخبار اصبحوا على دراية بما يجري من احداث على الشريط الحدودي. وقد حصل ان استوقفتني فتاة لم يتجاوز عمرها ثلاث سنوات كانت صحبة والدها لتسالني عن ذهيبة وراس جدير وهو مؤشر على ان ما نقدمه يشد الاهتمام. لعل هؤلاء الصغار قد شدهم اسم «خميس بوبطان» اكثر من اهتمامهم بالمعطيات الاخبارية؟ مهما كانت المسالة فان المهم بالنسبة لي ان التلفزة الوطنية كانت دوما حاضرة بامتياز وافتكت مكانها بين القنوات التلفزية. واذا كنا قد قدمنا عملا يشد الاهتمام لابد ان نؤكد اننا نعمل فريقا متكاملا والى جانبي مصوران تلفزيان ضحا كثيرا من اجل تامين صورة تلفزية متميزة من موقع الحدث وهي مسالة ليست بالسهولة التي يتصورها البعض. ألم تتعرضوا الى بعض الاخطار خاصة اثناء المواجهات بين كتائب القذافي والثوار من اجل السيطرة على معبر ذهيبة الحدودي؟ شعرنا بخطر حقيقي في ثلاث مناسبات لما كنا نقوم بالبث المباشر من «البوكس» حيث سقطت بعض القذائف بجانبنا بل ان احداها كادت تصيبنا حيث سقطت بعيدا عنا بامتار قليلة فقط. ورغم حالة الذعر الشديد التي كنا عليها فقد واصلنا عملنا لكننا تعودنا بعد ذلك تدريجيا على القصف الى حد انه في اليوم الذي تتجدد فيه المواجهات نشعر بالقلق و»القينية» باعتبار ان الصحفي بطبيعته يريد احداثا متجددة و»يحب الجو متحرك». دخولك الى مناطق الجبل الغربي وخاصة مدينة الزنتان ألم يكن مجازفة حقيقية في ظل الاخطار التي تمثلها كتائب القذافي وقتالها بشراسة بالمنطقة؟ لا اخفي عليك اني شعرت بالخوف قبل دخول الاراضي الليبية لانه داهمني سيناريو استعادة كتائب القذافي للمعبر الحدودي بعدنا وهو ما يعني مصيرنا المجهول لكن هذا الشعور سرعان ما زال بمجرد دخولنا الى التراب الليبي وكان المهم بالنسبة لي هو الغنيمة اي بماذا سنعود من هذه العملية .ومن حسن الصدف اننا حضرنا مواجهة حقيقية مباشرة بين الثوار والكتائب قمنا بتصويرها وان لم اشعر وقتها بالخوف فان كل تفكيري كان منصبا على المعبر خشية تغير المعطيات هناك. ماذا بقي في ذهنك من تلك الرحلة الحربية ان صح التعبير؟ صحيح اني اندهشت لحجم دمار مدينة الزنتان لكني ذهلت اكثر بالتنظيم الكبير للثوار وايمانهم الشديد بقضيتهم حيث كانت تلنا سيارات تابعة لهم وفي كل مرة نصعد في سيارة جديدة في اجراءات امنية مشددة ومعدة في ذات الوقت. هل ربطت بعض العلاقات بالثوار؟ هم بطبيعتهم يحبون «التوانسة» وتربطهم علاقات وطيدة بهم وليست جغرافية فقط وانما انسانية ومصاهرة. باعتبار قربك من الاحداث كيف يبدو لك بقية سيناريو الاحداث في ليبيا والى أي مدى ستصمد كتائب القذافي؟ ما تأكدت منه على الاقل بالنسبة للمناطق التي زرتها ان القذافي لن يعود ولو ظلت كتائبه تقاتل لاكثر من خمسين سنة. بروزك في هذه الفترة الم يدفع بعض القنوات الاجنبية الى الاتصال بك؟ لا..لا ولن افكر في هذه المسالة بالمرة بقدر تركيزي على المساهمة بعمل يقدم الاضافة الى التلفزة الوطنية. رغم تثمين مجهودك على صفحات الفايس بوك فان بعض الوثائق اكدت انك كنت تنتمي الى حزب التجمع المنحل الى حد ان احدهم علق على ذلك مستغربا «يطلع منو خموس» فأين الحقيقة وتفاصيلها الدقيقة يا «خموس» ؟ اعرف ان هناك صفحة على الفايس بوك انشاها بعض الشبان وثمنوا العمل الذي اقوم به وهو ما يمثل لي دافعا لمزيد العمل .اما حكاية التجمع المنحل فلا بد ان اعترف ان البعض ادخلني «في السيستام» تحت الضغط وهذا ما كان حاصلا لملايين التونسيين في العهد البائد. واؤكد لكم اني لم احضر ولو يوما واحد في اجتماع حزبي. وهنالك ثلاثة اسماء نكرة هم من روجوا هذه الحكاية نقمة وحقدا .كما اريد بالمناسبة ان اوضح مسالة مهمة لو كنت تجمعيا و»رأسا» لتدخلت لفائدة زوجتي التي تعاني من البطالة منذ 4 سنوات او شقيقتي التي تنتظر فرصة عمل منذ 6 سنوات او العثور لشغل لشقيقي الذي يعيل عائلته من «المرمة» .ولابد ان يفهم الجميع اني لم استغل علاقاتي يوما او اسعى الى خدمة مصالحي الشخصية وهذه قناعاتي اما ما يروجونه فهو ينطبق على اغلب التونسيين وليس على خميس بوبطان وحده.