احتضن فضاء المعهد الصادقي بتونس عشية اليوم اجواء الاحتفال بيوم العلم وقد تم الاختيار على المعهد الصادقي دون غيره من المؤسسات التعليمية لاحتضان هذه التظاهرة الاولى بعد الثورة باعتبار ان نفس الفضاء احتضن اول احتفال بيوم العلم بعد استقلال تونس وقد شهد هذا الاحتفال حضور السيد فؤاد المبزع رئيس الجمهورية والسيد الباجي قائد السبسي الوزير الاول واعضاء الحكومة الى جانب العديد من وجوه الاسرة التربوية في تونس والقى وزير التربية السيد الطيب البكوش في مستهل هذه التظاهرة كلمة جاء فيها : حضرة السيد المحترم رئيس الحكومة حضرات الزملاء الأفاضل أعضاء الحكومة حضرات السيدات والسادة اسمحوا لي في بداية مداخلتي أن أرحب باسمي وباسم كافة أعضاء الأسرة التربوية بسيادة رئيس الجمهورية الذي تفضل بالإشراف على الاحتفال بيوم العلم وهو احتفال يلتئم هذه السنة في رحاب المدرسة الصادقية باعتبارها رمزا للقيم الوطنية وللحداثة ولمراهنة تونس على الثقافة والعلم والمعرفة فضلا عن ما يحمله هذا الاختيار من معاني القطع مع كل أشكال التوظيف السياسي للشأن التربوي. فالتربية كانت وستبقى رسالة نبيلة والمدرسة فضاء للتحصل العلمي والمعرفي ولترسيخ قيم المواطنة وتعزيز الشعور بالانتماء إلى الوطن العزيز. حضرات السيدات والسادة إن الاحتفال بيوم العلم يشكل مناسبة لاستعراض حصيلة السنة الدراسية وما تحقق خلالها من نتائج ويحق لنا اليوم أن نهنئ الشعب التونسي بنجاح هذه السنة الدراسية، إذ رغم ما شهدته هذه السنة من أحداث وظروف استثنائية جعلت البعض يشكك في إمكانية نجاحها أو في إمكانية التوفق في تنظيم الامتحانات الوطنية ورغم الصعوبات وحملات التشكيك تم التوفق في إنهاء السنة الدراسية في ظروف طبيعية وتحقيق نتائج طيبة في مختلف الامتحانات الوطنية وهو نجاح يتعدى في معانيه المدرسة والمنظومة التربوية ليشكل نجاحا للثورة ولإرادة الشعب. وما كان لهذا النجاح أن يتحقق لولا تضافر جهود مختلف الأطراف وتحمسها بكل تفان للإسهام من مختلف المواقع في تجاوز الصعوبات وتوفير مناخ يسمح لأبنائنا بمواصلة دراستهم واجتياز امتحاناتهم في ظروف عادية. لذا فإني أنتهز هذه الفرصة للتعبير عن جزيل شكري للأسرة التربوية قاطبة ولقوات الجيش الوطني وقوات الأمن والأولياء والأطراف الاجتماعية ومكونات المجتمع المدني و عن اعتزاز كافة شرائح المجتمع التونسي بهم على ما بذلوه من جهود لدعم عمل الوزارة وقد وجدوا إلى جانبهم تلاميذ التزموا بالعمل والجد ومدرسين تطوعوا لإنهاء البرامج المقررة بالجودة المطلوبة تماشيا مع الظرف الصعب الذي مرت به بلادنا ومتفقدين وإطار تسيير وإداريين وعملة انكبوا جميعا كل من موقعه على تذليل الصعاب لإنجاح السنة الدراسية. و بفضل هذه الجهود المتضافرة تمكننا من تحقيق نسبة نجاح في امتحان البكالوريا قدرت ب 63.90 بالمائة وهي النسبة الأرفع التي تم تسجيلها خلال السنوات الخمس الأخيرة ، كما لاحظنا تميزا للشعب العلمية في هذا الامتحان إذ ناهزت نسبة الناجحين المنتمين لهذه الشعب 59 بالمائة من جملة الناجحين وهي نسبة واعدة بالنظر خاصة إلى الطاقة التشغيلية العالية لخريجي هذه الاختصاصات و ستحرص الوزارة انطلاقا من هذه الملاحظات و الاستنتاجات على مزيد عقلنة منظومة التوجيه المدرسي خدمة لأهداف التشغيل . كما سمحت لنا النتائج المسجلة في مناظرة الدخول إلى الإعداديات النموذجية و شهادة ختم التعليم الأساسي بتسجيل جملة من الملاحظات التي ستكون محل متابعة و دراسة معمقة قصد إدخال التعديلات اللازمة على آليات التقييم باعتبارها إحدى الركائز الأساسية التي تقوم عليها المنظومة التربوية . حضرات السيدات والسادة إن نجاح الامتحانات الوطنية شكّل حافزا للوزارة بجميع إطاراتها وأعوانها لمواصلة العمل بكل حماس والتزام للإعداد للسنة الدراسية القادمة وقد تم في هذا السياق قطع أشواط متقدمة إذ أنجزت عديد العمليات المتعلقة بصيانة المؤسسات و تعهدها و إحداث مؤسسات جديدة وطباعة الكتب المدرسية وغيرها من العمليات الفنية والإدارية اللازمة لانطلاق السنة الدراسية في ظروف طيبة ، علاوة على فتح مناظرات الانتداب التي حرصنا فيها على مضاعفة عدد المراكز المبرمجة ووضع الآليات الكفيلة بضمان عدالة هذه الانتدابات و موضوعيتها و شفافيتها قطعا مع كل أشكال التدخلات و المحسوبية . كما شرعنا بصفة موازية في تشكيل لجان مشتركة مع مختلف الأطراف تُعنى بتقييم أداء المنظومة التربوية من حيث البرامج والتكوين المتواصل وغيرها من الملفات التربوية الجوهرية على غرار ملف تسيير المؤسسات التربوية الذي سنحرص فيه على إرساء مقاربة تشاركية من خلال تفعيل مجالس المؤسسات و ذلك في اتجاه ضمان انخراط جميع الأطراف التربوية و مساهمتها المباشرة و الفعالة في تسيير المؤسسات غايتّنا في ذلك إعداد جملة من التصورات والمقترحات التي يمكن للحكومة القادمة أن تستأنس بها في إعداد مشاريعها وبرامجها على المدى المتوسط والبعيد. كما أننا بصدد المساهمة مع مختلف القطاعات الأخرى في توفير الدعم اللازم لعمل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات آملين أن تشكل هذه المحطة السياسية الهامة منعرجا حاسما في تاريخ تونس على درب إرساء دولة تقوم على مبادئ الحرية والديمقراطية وسيادة الشعب. هنيئا لأبنائنا المتفوقين ...هنيئا لأبنائنا الناجحين ... هنيئا لتونس بشبابها