تونس وات انتظم مساء أمس الخميس بالمدرسة الصادقية بالعاصمة موكب بمناسبة الاحتفال بيوم العلم باشراف السيد فؤاد المبزع رئيس الجمهورية المؤقت وبحضور السيد الباجي قائد السبسي الوزير الاول في الحكومة الانتقالية وأعضاء الحكومة ومفتي الجمهورية وعدد هام من الشخصيات الوطنية ومن أفراد الاسرة التربوية وأولياء التلاميذ والطلبة المتفوقين. وتولى رئيس الجمهورية بهذه المناسبة تكريم المتفوقين في مختلف امتحانات الشهادات الوطنية. والقى السيد فؤاد المبزع خلال هذا الموكب كلمة أبرز فيها ما يكتسيه الاحتفال بيوم العلم هذا العام من صبغة خاصة اذ يأتي تتويجا لسنة دراسية شهدت قيام ثورة الحرية والكرامة المجيدة ورافقتها أحداث وطنية تاريخية كان لها عميق الاثر على السير العادي للمؤسسات التعليمية مثمنا توفق الاسرة التربوية بكافة مكوناتها الى انجاح هذه السنة الدراسية بفضل وطنيتها الصادقة وتمسكها الشديد بأداء رسالتها النبيلة على الوجه الاكمل. وأضاف أن نجاح هذه السنة الدراسية يعود فيه الفضل الى جانب اسهامات الاسرة التربوية الى تعلق التلاميذ والطلبة بمواصلة طرق أبواب المعرفة والاحاطة الدائمة والمساندة المخصوصة التي أظهرها الاولياء تجاه المؤسسة التربوية لمواجهة الفترات الصعبة التي مرت بها وكذلك الى الوقفة الحازمة لقوات الجيش والامن الوطنيين ونضالية مكونات المجتمع المدني في مؤازرة كافة الجهود المبذولة لكسب رهان الوصول بالسنة الدراسية الى شاطئ الامان. وعبر في هذا المضمار عن مشاعر التقدير والامتنان لكافة هذه الاطراف على وقفتها الوطنية وجهودها السخية وانقطاعها اللامشروط لخدمة أجيال تونس المستقبل عبر حماية السنة الدراسية وانجاحها وهو نجاح قال انه «يحسب لثورة الحرية والكرامة ويقيم الدليل على أن الشعب التونسي الذي ثار لاسقاط الاستبداد ودحض الفساد قادر على التجند بكافة شرائحه لبناء الامجاد». وأعرب عن الامل في أن «يتجند التونسيون أجمعين دون فرز أو تمييز وينحازوا لنصرة وطنهم دون سواه ويسهموا في انجاح المسار الانتقالي الوطني الراهن في كنف الامن والاستقرار» الذي أكد أنه «يبقى مسؤولية جماعية ويشكل أرضية أساسية للعمل الهادي المفيد وللتمهيد الفعلي لوضع البلاد على طريق البناء الديمقراطي السليم والتنمية العادلة والازدهار الجماعي». ومضى في هذا الصدد يقول «من الشعب التونسي الابي دون سواه يتولد الامل وبارادته دون غيره يتحقق الفعل واليه وحده يتوجه العمل» مبينا أن الثقة في الشعب التونسي «حقيقة ملموسة تغذيها طبيعة ثورة 14 جانفي في اثارها التاريخية وطنيا واقليميا ودوليا وتؤكدها نجاحات بناتنا وأبنائنا في مختلف الامتحانات الوطنية». وأبرز رئيس الجمهورية في كلمته المعاني الرمزية العميقة لاختيار فضاء المدرسة الصادقية اطارا للاحتفال بيوم العلم بما يحفز على استحضار مقومات الرصيد الحضاري الثري للبلاد القائم على رسوخ نهج الاصلاح وتغليب صوت العقل والتفتح الفكري ومراعاة روح العصر مؤكدا أن المدرسة التونسية ظلت على الدوام «منارة للعلم والمعرفة ومعقلا من معاقل الوطنية وعاملا من عوامل الاندماج والوحدة الوطنية». وكان السيد الطيب البكوش وزير التربية اكد في كلمته في مستهل الموكب ان الشعب التونسي برهن عن وعيه بما تطرحه مرحلة ما بعد الثورة من تحديات فبادر الى حماية الاهداف الاستراتيجية وفي مقدمتها تعليم الناشئة مبينا ان نجاح السنة الدراسية والنتائج الباهرة التي تحققت في مختلف الامتحانات الوطنية رغم الظروف العصيبة التي مرت بها البلاد خير دليل على قناعة مجتمعية بان التعليم يظل احدى اقوم السبل نحو تحقيق النماء والديمقراطية والحداثة. وعبر الوزير عن تقديره لكامل الاسرة التربوية وقوات الجيش الوطني والامن الداخلي والاطراف الاجتماعية ومكونات المجتمع المدني لما بذلوه من جهود مضاعفة للعبور بالسنة الدراسية الى بر الامان مجددا التأكيد على ان نجاح هذه السنة يعد أولى نجاحات الثورة الشعبية. واوضح ان التربية على المواطنة وتكريس حقوق الانسان وتعزيز الممارسة الديمقراطية ستظل احدى اسمى مهام وزارة التربية مشيرا الى ان السنة الدراسية القادمة ستشهد تغييرا على مستوى تسيير المؤسسات التربوية نحو تعزيز مشاركة جميع مكونات الاسرة التربوية من خلال مجالس المؤسسات التي تضمن تمثيلية كافة الاطراف. وابرز السيد رفعت الشعبوني وزير التعليم العالي والبحث العلمي من جهته النتائج الطيبة المحققة من قبل الطلبة في سنة جامعية استثنائية بالنظر الى دقة الظرف الذي تعيشه البلاد وذلك بفضل تضافر جهود جميع الاطراف المتدخلة في الحياة الجامعية من طلبة واساتذة واطارات ادارية وفنية وعملة ومشرفين على مختلف مؤسسات التعليم العالي ومراكز البحث والجامعات معبرا عن امتنانه لكل من ساهم في انجاح السنة الجامعية. واشار من ناحية اخرى الى التمشي الديمقراطي المعتمد في الجامعة التونسية والذي تم تعزيزه عبر تنظيم الانتخابات في مؤسسات التعليم العالي منذ اواخر شهر جوان الماضي مضيفا ان هذا التمشي الديمقراطي غير المسبوق يتنزل في جوهر الاصلاح الجامعي وهو خطوة اولى في عملية الاصلاح الشامل للمنظومة الجامعية التي من المنتظر ان تبدا بعد انطلاق السنة الجامعية المقبلة.