تواصل مسلسل التصريحات النارية المتبادلة بين سامي القندوز رئيس أمل حمام سوسة المنتهية ولايته ومدرب فريقه السابق سمير الجويلي ليصل إلى درجة كبيرة من الاتهامات الخطيرة المتبادلة التي تصب في خانة الفساد المالي والإداري للأول ومست الثاني بتهمة الدكتاتورية والإنفراد بالقرار الفني بمعزل عن بقية الأجهزة التي تشرف على دواليب الفريق وهو ما أسقط رفاق بلال بشوش في دوامة الشك والحيرة وزرع بذور اليأس والإحباط في نفوسهم ليتذيل الأصفر والأسود سباق البطولة و لولا قرار الجامعة الشهير لكان موقع الأمل ثابتا في الرابطة الثانية . المدرب سمير الجويلي كان له موقف مغاير مما صدر على لسان سامي القندوز و أكد لنا في الحوار التالي بعض الحقائق التي كانت خافية عن جمهور الأمل... * سامي القندوز اتهمك بأنك دكتاتور في اتخاذ القرارات الفنية دون إشراك بقية الأجهزة في ذلك ، فما ردك حول هذا الاتهام ؟ - هذا الاتهام ليس له أي اساس من الصحة ولا غرابة في ذلك لأنه صدر من شخص لا يفقه بالمرة إستراتيجيات التسيير الإداري الحكيم للأندية ولمزيد التأكد اتصلوا ببقية الأجهزة الأخرى التي اشتغلت معي وستجدون ردا مغايرا عما قاله المدعو القندوز . * لكن القندوز قال انك كنت السبب المباشر في الانهيار البدني للاعبين بعد طردك للمعد البدني "أحمد عطية" ما رأيك في هذا ؟ - لا غير صحيح لست المسؤول عن تدني الجاهزية البدنية للفريق وبالتالي تراجعه في الترتيب العام للبطولة بل العكس هو الصحيح خصوصا عندما تعلمون ان المعد البدني احمد عطية طرد من الأمل بأمر تعسفي من القندوز وبطريقة أقل ما يقال عنها أنها "دنيئة" وغير حضارية . * لو توضح لنا أكثر ؟ لقد طرد أحمد عطية من قبل القندوز الذي إحتجب عن الواجهة تماما مكلفا في ذات الوقت كاتبه العام النوري القنطاوي بإعلام المعد البدني بإنهاء إرتباطاته فورا مع الأمل لدواع قال عنها إنها مادية بحتة وللضغط أكثر على المصاريف لكنه لم يقف عند هذا الحد بل كلفني شخصيا بمسؤولية أخرى أقل ما يقال عنها أنها "مبكية مضحكة ..." * ماهي هذه المسؤولية ؟ - تتمثل هذه المسؤولية أساسا في تكليفي بمهمة الإعداد البدني للفريق بالإضافة إلى مسؤوليتي كمدرب أول له . * لكنك وافقت عليها واصلت عملك ؟ -نعم وافقت على مباشرة المهمتين مراعاة مني لميزانية النادي التي عانت آنذاك الأمرين وإعتقادا مني أيضا بأن هذه المشاكل المالية لا تعدو أن تكون سوى سحابة صيف عابرة ستزول قريبا لكنني فوجئت ببقاء دار لقمان على حالها وبظروف عمل "جنائزية " وتجاهل تام وغير مبرر من قبل القندوز . * لو تفسر لنا أكثر هذه الوضعية "الجنائزية" وتصف لنا بدقة تجاهل القندوز "غير المبرر " كما قلت تجاه إلتزامات فريقه ؟ - صراحة وصلتني معلومات أولية تفيد بأن القندوز لا يصلح لخطة التسيير الإداري بل ذهب البعض الى حد إتهامه بالفساد المالي وإن أردتم أن تعرفوا كيف قبلت تدريب الأمل في تلك الظروف فلقد كان ذلك عبر توسط أحد أبناء الجهة المعروفين بتعلقهم الشديد بالنادي والذي قدم لي الضمانات الكافية طيلة فترة إشرافي على الدواليب الفنية للفريق . * لكنك لم تصف لنا الفساد المالي والإداري الذي أتاه القندوز طيلة فترة رئاسته للأمل ؟ - أنا مقتنع تمام الإقتناع بأن القندوز شخص عديم الخبرة وضعيف الشخصية عند مباشرته لمهامه على رأس الأمل وليس أدل على ذلك أنه تجاهل مشورة أهل الاختصاص وكبار النادي في مقابل ذلك جمع حوله " أشباه اللاعبين" الذين قربهم إلى شخصه كثيرا إلى حد الاستعانة بآرائهم والعمل بها . * من تقصد ب"أشباه اللاعبين" تحديدا ؟ سأتحدث لصحيفتكم "التونسية" دون مساحيق وبكل عفوية ، المعنييون بالأمر هم صابر بن فرج وكريم العموري وبقية اللاعبين الذين تشتتوا وانقسموا إلى مجموعات كل يعمل لمصلحته الخاصة على حساب مستقبل الأمل ، فهل تعلمون أن بن فرج" المفلس كرويا" يتدرب أسبوعيا بمعدل 10 دقائق فحسب ثم يرسم في التشكيلة الاساسية للأمل بأمر مفروض من القندوز رغم أنوف الجميع بمن فيهم أنا؟ أكثر من ذلك ، القندوز أتى بالحارس كريم العموري من باجة رغم وفرة الحراس في فريقنا آنذاك كبيوض والبقية ، ودفع مقابل جلبه 25 ألف دينار لهيئة مختار النفزي ثم فرضه علينا رغم تألق بيوض. بالإضافة إلى ذلك سأروي لكم حادثة أخرى أكثر غرابة تتمثل في أن رئيس النادي منعنا من التدرب في مركب الفريق استعدادا لمباراة النادي الإفريقي في إطار إياب البطولة وسافر إلى فرنسا للاستجمام والراحة مخاطبا كاتبه العام النوري القنطاوي بأنه إكترى لنا مركب النجم الساحلي لإجراء تماريننا فيه لكن ... * لكن ماذا ؟ لقد ذهلنا لهول المفاجأة ... فعندما باشرنا التمارين في مركب النجم الساحلي أتانا حارس هذه المنشأة وطردنا منها مؤكدا أنه لم تصله أي تعليمات تفيد بأن القندوز اكترى لنا فعلا مركب النجم لإجراء تدريباتنا فيه ..." فماذا تسمون هذا ...إنه بحق هراء ووصمة عار على فريق أمل حمام سوسة العريق برجالاته وأنصاره الأوفياء .... * لكن سنعود مرة أخرى لنستفسرك عن الفساد المالي الذي أتاه القندوز ؟ -نعم على الرحب والسعة ، القندوز لم يسدد جرايات اللاعبين لمدة 4 أشهر فكيف يريد مني لملمة جراح الفريق وإنقاذه من شبح الهبوط، الأخطر من هذا لا يزال لكل لاعب تقريبا في أكابر الفريق ما يقارب 25 الف و 30 ألف دينار كديون متخلدة في ذمة القندوز حتى اللحظة ، فكيف يطالبني بإنتشال الفريق من وضعيته الصعبة و البقاء في قسم النخبة بمثل هذه التصرفات"اللامسؤولة" . * لكن لماذا واصلت العمل على رأس الأمل في مثل تلك الظروف ؟ لقد اصريت على إتمام المسيرة التي بدأتها مع الأمل متحديا جميع العراقيل التي إعترضتني لأنني مقتنع تمام الإقتناع بقيمة العمل الذي أديته على رأس الإطار الفني لأمل حمام سوسة بل ضحيت بمالي الخاص من أجل تسديد جرايات اللاعبين وقد انفقت ما يقارب 8 ملايين طيلة 3 أشهر لأنني كنت أعتقد أن هناك أشياء كثيرة ستتغير في القريب العاجل وتزول السحب الداكنة التي لبدت سماء الأمل لكن قوبل وفائي للفريق بجحود كبير من لدن رئيس النادي وهو ما أجبرني على التصرف وفق مشيئتي الخاصة ... * تقصد انك انسحبت من تدريب الفريق من تلقاء نفسك ؟ - نعم هو ذاك، فقد غادرت النادي من تلقاء نفسي فعلا لما دب اليأس في نفوس الجميع من ممارسات القندوز "اللامسؤولة" والمتكررة فبادرت بترك الفريق دون رجعة لعل حال النادي يستقيم و تأتي الرجة النفسية المنشودة للاعبين والإداريين لإنقاذ ما يجب إنقاذه . *صراحة ، سيد سمير، هل أنت راض عمّا قدمته للأمل ؟ - أنا راض تمام الرضا عمّا أسديته للأمل الرياضي بحمام سوسة من خدمات لا ينكرها إلا جحود رغم العراقيل الكثيرة التي أحاطت بالفريق وذلك نابع من إدراكي التام بقيمة العمل الذي أديته على رأس هذا الفريق لكن تضافرت مشاكل عديدة أوصدت امامي أبواب النجاح في مهمتي السالفة الذكر . * ضيفنا الكريم ، حاليا أنت حر من كل ارتباط، فهل من جديد في مشوارك المهني ؟ - نعم ،أستطيع أن أخص "التونسية" بالسبق و بمعلومات تتعلق بمستقبلي التدريبي وتتمثل أساسا في وصول عرضين رسميين لشخصي من البحرين والأردن للعمل هناك مع الإشارة أن الفريق الأردني ينشط في الدرجة الأولى وسيشارك مطلع الموسم المقبل في نهائيات دوري أبطال آسيا . *وماذا عن العروض المحلية ؟ على المستوى المحلي، وصلني عرض لتدريب الأولمبي الباجي وفريقين آخرين في الرابطة الثانية لكن العرضين غير رسميين الى حد الآن . * نترك لك كلمة الختام ، فقل فيها ما شئت ؟ - أشكر "التونسية" جزيل الشكر لأنها مكنتني من الرد على ما قيل في شخصي من روايات لا أساس لها من الصحة لأن مصدرها ليس سوى شخص خان ناديه قبل أن يضر بسمعتي ويؤكد لكم أنني كنت السبب الأول في تدني نتائج أمل حمام سوسة اثناء إشرافي . كما أدعو كل من يحمل ذرة خير للرياضة التونسية بأن يعمل جاهدا على انتشالها من الغرق المحدق بها وأنا عن نفسي متفائل بغد أفضل لبلادنا لأن مؤشرات الأولى بنيت على أسس متينة ساهمت فيها حماسة شباب متعطش للحرية والكرامة.