سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في الندوة السنوية الأولى لمركز التفكير الاستراتيجى للتنمية بالشمال الغربي: أي دور للتنمية الاقتصادية بالجهات الداخلية في انجاح مسار الانتقال الديمقراطي؟
انتظمت اليوم بمقر الاتحاد التونسي للصناعة و التجارة و الصناعات التقليدية الندوة السنوية الاولى لمركز التفكير الاستراتيجي للتنمية بالشمال الغربي و ذلك تحت عنوان "اي دور للتنمية الاقتصادية بالجهات الداخلية في انجاح مسار الانتقال الديمقراطي؟". و شهدت هذه الندوة محاضرات تولى تقديمها ثلة من الضيوف و هم السادة وزير التنمية الجهوية بالحكومة المؤقتة "عبد الرزاق الزواري" و "اميل كونستنتنسو" رئيس جمهورية رومانيا السابق و الدكتور"ابراهيم مو" رئيس مؤسسة محمد ابراهيم لتشجيع الحكم الرشيد ،و صاحب اكبر جائزة في العالم لتشجيع رؤساء الدول و الحكومات بإفريقيا على احترام مقتضيات دساتير بلدانهم .كما تولى الاستاذ و الخبير الاقتصادي التونسي السيد "الشاذلي العياري" عضو الهيئة التأسيسية للمركز بمناسبة هذه الندوة تقديم محاضرة حول افاق التنمية الجهوية بعد الثورة. "التونسية" واكبت الندوة من خلال النقل التالي: تهميش جهة الشمال الغربي ..و عدم تطويرها اقتصاديا: تولى السيد " كمال العيادي" الرئيس المؤسس لمركز التفكير الاستراتيجي للتنمية بالشمال الغربي القاء كلمة الافتتاح مبينا ان جهة الشمال الغربي هي الجهة الوحيدة التي شهدت نموا ديمغرافيا سلبيا على امتداد العقود الماضية ليتراجع بذلك وزنها الديمغرافي من 19 بالمئة من المجموع العام للسكان سنة 1956 الى اقل من 12 بالمئة سنة 2004. و قد اكد ان مستقبل التنمية بالشمال الغربي مرتبط بعدة عوامل من بينها القدرة على تحقيق الاندماج المتوسطي و المغاربي و تعزيز التبادل التجاري البيني،بالنظر الى ما تحتله هذه المنطقة من موقع جغرافي استثنائي مجاور للقطر الجزائري و قريب من السواحل الايطالية.. و تولى السيد وزير التنمية الجهوية بالحكومة المؤقتة "عبد الرزاق الزواري" القاء محاضرة تضمنت اهم المراحل التاريخية و المحطات السياسية و الاقتصادية بالبلاد التونسية في الخمسين سنة الماضية مستعرضا التهميش الذي تعرضت له منطقة الشمال الغربي..حيث ظلت من المناطق غير المحظوظة و المهمشة اقتصاديا. و قد لاحظ الوزير في بداية عمله بالوزارة التفاوت الكبير بين الجهات في الانتفاع بالأموال المرصودة للتنمية حيث تحظى الولايات الساحلية ب 82 بالمائة من نسبة الميزانية المخصصة للتنمية الجهوية فيما تخصص 18 بالمائة فقط للولايات الداخلية . و أول اجراء قامت به وزارة التنمية بالتنسيق مع الحكومة المؤقتة هو الترفيع في نسبة البرنامج الاضافي بالجهات الداخلية الى 80 بالمائة اما المناطق الساحلية فاكتفت بنسبة 20 بالمائة . وهناك اربعة معايير قسمت على اساسها الميزانية الخاصة بالتنمية الجهوية وهي : - نسبة السكان - نسبة البطالة العامة - نسبة بطالة حاملي الشهادات العليا - نسبة الفقر و اكد الوزير على ضرورة انشاء مجلس جهوي يقوم المواطن بانتخاب اعضائه و ضرورة وجود حوار بين الحكومة و الجهة اضافة الى وجود مخطط لكل جهة ليتمكن المستثمرون من القيام بمشاريعهم في الجهات..و اعرب عن رغبته في تغيير قانون الجمعيات و بعث ثلاثة اقطاب للتنمية يختص كل منها في مجال معين حسب توزيع الثروات و ترشيد الحوكمة. كما اشار الوزير الى نقطة حساسة و هي انعدام اي احصائيات اقتصادية جهوية من شانها انارة الرأي العام و المسؤولين عن برامج التنمية مما يشكل عائقا جوهريا في انتهاج سياسة و استراتيجية تنموية ملائمة. تجربة دولة رومانيا في الانتقال الديمقراطي و التنمية : تمحورت مداخلة الرئيس السابق لجمهورية رومانيا السيد " اميل كوستنتنسكو" حول احداث ثورة الشعب ضد الدكتاتورية الستالينة ل "تشاوسيسكو" الذي حكم رومانيا بقبضة من حديد لمدة طويلة سادها الطغيان و قمع الحريات و تلجيم الالسن بواسطة الحزب الشيوعي الستاليني و اعتمادا على البوليس السياسي.مشيرا ان الثورة الرومانية تكلفت غاليا للشعب الذي قدم تضحيات كبيرة ..و قد ثمن الثورة التونسية داعيا الى توخي الحذر و العقلانية و الصبر في مواجهة بقايا النظام السابق .و صرح الرئيس السابق لجمهورية رومانيا انه اثر توليه رئاسة البلاد كانت الوضعية الاقتصادية سيئة للغاية و لم يتمكن من تدارك الموقف الا عند تنفيذ اجراءات اقتصادية حينية اثارت ضده سخط العديد من مكونات المجتمع الا انه في اخر المطاف تمكن من انقاذ البلاد من الناحية الاقتصادية بانصهارها صلب المجموعة الاوروبية ،و قد انتهج سياسة توافقية وسطية تعتمد على اقتصاد السوق على النهوض بالمجتمع و الفرد ... وقد قدم عدة نصائح لتونس معتبرا ان اهم عنصر انثروبولوجي او اجتماعي تتميز به بلادنا هو وحدة الديانة و اللغة و الطقوس و العادات و هو ما تفتقده بلدان اخرى كرومانيا اين يطغى التطاحن العرقي بين المجريين و الرومانيين و الذي تمكنت الحكومة من تجاوزه مشيرا بضرورة انتهاج تونس لسياسة توافقية وسطية لإنجاح المسار الديمقراطي.. افاق التنمية الجهوية في تونس ما بعد الثورة : على اثر ذلك كانت مداخلة عضو الهيئة التأسيسية لمركز التفكير الاستراتيجي للتنمية بالشمال الغربي السيد " الشاذلى العياري" و هو خبير اقتصادي ووزير سابق في عهد الزعيم "الحبيب بورقيبة" ، و قد قدم محاضرة تضمنت : _ كيفية اعادة هندسة المنظومة المؤسساتية للتنمية الجهوية. _ كيفية اعادة صياغة امثلة التهيئة العمرانية. _ صياغة رؤية استراتيجية بخصوص افاق التنمية الجهوية في تونس على المديين المتوسط و البعيد. _ مراجعة المنظومة التمويلية للتنمية الجهوية. و اخيرا كانت مداخلة الدكتور "محمد مو ابراهيم" و هو رجل اعمال سوداني و الرئيس المؤسس لمؤسسة محمد ابراهيم لتشجيع الحكم الرشيد و تمحورت محاضرته حول الديمقراطيات الصاعدة و الحكم الرشيد..