اختتمت السبت 6 أوت 2011 ليالي قرطاج في دورتها السابعة والأربعين بسهرة شعرية بعنوان "تونس الشاعرة "نظمها الشاعر التونسي الصغير أولاد أحمد بمشاركة فرقة الحمائم البيض و شعراء الثورات العربية من تونس مصر، ليبيا ،سوريا ،فلسطين ،لبنان و العراق ، الجزائر و المغرب . اختتام يحاكي أهداف الثورة : على غير العادة اختارت إدارة ليالي قرطاج أن يكون الاختتام شعريا ، و انتقاء الشعراء لم يكن عبثيا بل مدروسا لذا و قع الاختيار على "تونس الشاعرة " و هي تظاهرة من إعداد الشاعر التونسي الصغير أولاد حمد . هي رحلة شعراء الثورة العربية انطلقت يوم 29 جويلية في سيدي بوزيد جابوا خلالها كلّ من ولاية القصريننابل وصفاقس ليحطوا الرحال بفضاء مسرح متحف قرطاج بعد مسافة بلغت 1500 كلم من الترحال و الزيارات لعائلات الشهداء في ليلة ستبقى في ذاكرة المهرجان نظرا لمستوى الشعراء الذين حظروا فيها على غرار الشاعر المصري "سيد حجاب " ، الشاعر الفلسطيني "زهير أبو شايب" ، الشاعر السوري "جولان حاجي" والشاعر اليمني "مجيب عبد الرحمان هراش" و من تونس نجد كلّ من الشعراء "يسري فراوس"، "منصف الوهايبي" ، "أميمة الزاير" و"عادل معيزي" . السهرة تخللتها فقرات فنية من نوع خاص مع فرقة الحمائم البيض هذه الفرقة التي تعتبر سهرة قرطاج 2011 تاريخية بما أن أخر حفل لها كان في جويلية 1987 أي قبل السابع من نوفمبر 87 و تعود بعد 23 سنة من القمع بروح فيها الكثير من النشوة و التحدي و الاحتفال بنصر ظنوا أنه مستحيل على قوى الاستبداد طيلة السنوات "العجاف " الماضية . كلّ الشعراء و أعضاء فرقة الحمائم البيض احتفلوا بالثورة على طريقتهم الخاصة في ديكور جمع كلّ ألوان أعلام بلدان الثورات و ختموا عرضهم بأغنية "الشعب يريد إسقاط النظام " التي رددوها مع الشاعر الصغير أولاد أحمد والحضور في صوت واحد . برمجة استثنائية : أسدل السّتار على الدورة 47 ليالي قرطاج في دورة استثنائية لم تقدم كالعادة في المسرح الأثري بقرطاج بل وزعت على فضاءات أخرى وهي قصر العبدلية بالمرسى و فضاء متحف قرطاج و النجمة الزهراء بسيدي بوسعيد و المسرح البلدي بالعاصمة .ارتكزت السهرات على الفكرة الملتزمة كلمة و لحنا و راهن المنظمون على العروض التونسية وخاصة للوجوه الشابة مثل "محمد على كمون" ، "شادي قرفي" ، مع مجموعات الراب و" حفل رائع للفنان "محمد الجبالي " و للمسرح نصيب ببرمجة مسرحيات عرف أصحابها بالثورية كمسرحية "حارق يتمنى " لرؤوف بن يغلان و "يحيى يعيش " للفاضل الجعايبي . العروض الاجنبية اختلفت عن سبيقاتها في السنوات الفارطة فالضيوف من المناضلين و نذكر منهم "باعزيز" من الجزائر والفنانة النيجرية الألمانية "Ayo" الفنانة اللبنانية "أميمة الخليل ".. أكثر من 80 سهرة تواصلت على مدة شهر كامل كانت ثرية رفعت شعار وداعا "للكلمة التافهة" الهدامة و "أهلا بالفن الملتزم " البناء . كانت دورة 2011 ناجحة نظرا لأنها تمت في وقت قياسي و رغم ذلك جلبت جمهورا . و نتمنى اليوم أن تكون الأوضاع السنة المقبلة أحسن لكي يعيد المهرجان أمجادة في المسرح الأثري و يحافظ على شعار الفن الملتزم أوّلا.