في محاولة لتهدئة الشارع و طمأنة الخواطر بعد الاحتجاجات المتتالية حول أداء الحكومة عقد السيد الباجي قائد السبسي صباح اليوم لقاء بالإعلاميين. وقد لاح الإرهاق على السيد الباجي قائد السبسي و بان القلق و التوتر حيث كانت البداية حادة إذ حاصر الوزير الأوّل بصرامة أحد المتدخلين "المتعودين" على مقاطعة و انتقاد خطابات السيّد الوزير... ! ما جاء في كلمة قائد السبسي خلا من الجديد الذي انتظره الحاضرون حيث قدم الوزير الأول تساؤلات حول خفايا ما يدور من انتقادات لأداء عمل الحكومة ملحّا على الحدود الوقتية لمهمة أعضاء الحكومة مستعرضا الانجازات التي تمكنت من تحقيقها الحكومة المؤقتة بعد تسلمها المهمة و البلاد على شفا حفرة من النار، حيث شاعت عمليات اختراق السّجون و اجتياز الحدود خلسة و قد تمكن السبسي من إعادة ترتيب البيت و ضمان انتظام سير الدروس و تنظيم مناظرة إجتياز إمتحان الباكالوريا و الاستجابة لطلبات الزيادة في الأجور و إصدار قانون العفو العام هذا رغم الوضع الصعب الذي عانته البلاد بسبب توافد ما لا يقل عن 900 ألف لاجىء على بلادنا. أما بالنسبة للمنادين بالاقتداء بالمثال المصري في مطاردة رموز الفساد محاكمتها فقد بين السيّد الوزير الأوّل أن "كل بلاد و أرطالها" و أن تونس حافظت على نظامها المدني و حكومتها المدنية حتى في أحلك أيّام الثورة بينما تعيش الشقيقة مصر في ظل نظام عسكري. و اعتبر السيد الباجي قائد السبسي أن هناك مطالب شعبية ملحة تعمل الحكومة على محاولة الاستجابة لها كتوفير حلول لازمة البطالة و محاولة القضاء على التفاوت الجهوي مذكرّا بأن الثورة التونسية قامت بفضل سواعد شبان المناطق المحرومة دون زعامة أو سيناريوهات إيديولوجية أي قامت ضد الاستبداد و ضد الكبت كما تطرق للحديث عن مشاريع إصلاح القضاء مؤكدا حياد الحكومة في هذا المجال ومشيدا بالدور الذي تلعبه جمعية القضاة و النقابة من اجل تطهير القطاع و تخليصه من رموز الفساد بطرق شفافة تضمن حق كل طرف و أصر الوزير الأول على التذكير مرارا بالمهمة الوقتية للحكومة متسائلا عن التناقض الوارد في احتجاجات بعض المعارضين المنادين بإسقاطه حيث قال "إن هؤلاء ينتقدون مبادراتنا في أكثر من مجال لايجاد الحلول لبعض المسائل المستعجلة و الهامة باعتبارنا حكومة وقتية و من ناحية أخرى نتهم بالتقصير في التدخل و الحسم في مسائل وطنية ملحة! و لم يغفل السيد قائد السبسي عن التعرض لبعض رموز الفساد في التجمع الدستوري الديمقراطي الذين مازالوا يتحركون بصفاقة مستفزة للرأي العام مؤكدا أن المحاسبة قادمة نحوهم. ورغم متانة الارتجال و حضور البديهة يبدو أن العمل الحكومي نال من السيد الوزير الأول و لم يترك له ما يجعله قادرا على مواصلة مجابهة انتقادات يصعب الحسم في مشروعيتها... ! رغم اعتداده بفريقه حيث وصفه بأنه أفضل فريق حكومي خدم تونس منذ الاستقلال باستثناء حكومة المجلس التأسيسي الأول... وفي نهاية اللقاء الذي حرص الوزير الأول على عدم إطالته باعتبار خصوصية شهر رمضان تعالت أصوات في القاعة مطالبة بفسح المجال للنقاش و الحوار... و هو ما لم يسمعه السيد الوزير !