بالتعاون بين وزارة شؤون المرأة وزارة العدل انطلق اليوم وإلى غاية 25 من الشهر الجاري معرض إبداعات من وراء القضبان الذي يلتئم بمركز الكريديف في إطار الاحتفالات بأول عيد وطني للمرأة التونسية بعد الثورة . وإذا يشكل هذا المعرض سابقة أولى من نوعها في مثل هذه المناسبة فإنه يعبر عن آراء وزارة المرأة في الخروج عن المألوف في احتفالها وتسليط الأضواء على شريحة جديدة من النساء اللاتي يعشن وراء القضبان وتقضين عقوبة سجنية لأجل مسمى . هذا المعرض الذي ضم إبداعات السجينات من لوحات فنية ومنسوجات حائطية ومفروشات يتنزل في إطار الاهتمام بالمرأة السجينة حيث تعمل وزارة شؤون المرأة بالتعاون مع وزارة العدل على الإحاطة بهذه الفئة التي تضم حوالي 350 سجينة وعلى دعم حقوقها من خلال برنامج للعناية بها ويجدر التذكير أن الوزارة نظمت في هذا السياق سلسلة من الأنشطة لفائدة المرأة السجينة إذ أقامت بمناسبة عيد الأمهات وفي إطار تقريب الصلة بين المرأة السجينة وأبنائها حفلا تم خلاله اقتناء هدايا من قبل الابناء للسجينات . كما تم تنظيم حفل "راب" بإصلاحية الأحداث وهاهي وزارة المرأة تعيد التجربة من خلال حرصها على أن تكون المرأة السجينة حاضرة في الإحتفال بالعيد الوطني للمرأة عبر تخصيص معرض لإبراز إبداعاتها ولدفعها على الابتكار بما يضمن لها تنمية ملكة الإبداع والتفكير في تصعيد طاقاتها في أعمال فنية تضمن التوازن النفسي والفكري لها وذلك من أجل إعادة تهيئتها للاندماج في المجتمع ولحمايتها من العود وبهذا تجاوز المعرض المجسد للإبداع الحر القاعات المغلقة والقضبان وصور عالما لا محدودا من الخيال إرتسم بأنامل "أمل" و"هندة و"رويدة" و"سميرة" و"عربية" و"زهرة " وأخريات في لوحات لا متناهية الأفاق وأشعار وقصص ورسم ونسيج وغزل تعكس ما يختلج في نفوسهن من توقهن للحرية والبحث عن الأمان . وعموما فإن ارتأت وزارة شؤون المرأة أن يكون معرض إبداعات من وراء القضبان شاهدا على أن "إرادة الحياة" تجعل السجينة تخترق القضبان عبر الأفكار التي تصورها للعالم بكل حرية فإنها أرادت ان يكون نافذة يطل من خلالها المجتمع على صيرورة الحياة من وراء القضبان خاصة أنها اختارت أن تحتفل هذه السنة بالعيد الوطني للمرأة تحت شعار "المرأة التونسية إرادة للحياة ودعم للحقوق" .