الأكيد أن الإتحاد المنستيري ومنذ صعوده إلى الرابطة المحترفة الأولى أخذ يجهّز نفسه جيدا لإستعادة مكانه الاصلي وتثبيت اقدامه مع الكبار ... والبداية كانت بالتعاقد مع المدرب المحنك الجزائري "رشيد بلحوت" المتعود بالأجواء التونسية بعد أن أشرف على تدريب فريق الأولمبي الباجي وحقق معه نتائج مبهرة ويكفي ان نشير إلى الفوز بكأس تونس سنة 2009 بعد سنوات عجاف ... نبقى على مستوى الإطار الفني فهناك خطوة أخرى تحسب لهيئة "الهادي البنزرتي" رئيس النادي عندما تعاقد مع مواطن "رشيد بلحوت" الجزائري الآخر "ماليك زرقان" الذي ساهم بدوره في النتائج المتميزة التي حققاها مع الأولمبي الباجي كمساعد مدرب لما تتضمن تجربة هذا الثنائي من التكامل والإنسجام والتفاهم في ما بينهما ... نأتي الآن إلى الإنتدابات التي أثارت ضجة ورافقتها هالة إعلامية كبيرة خاصة بعد نجاح هيئة الإتحاد في إستقطاب نجوم الفريق وإحتضانهم على غرار التعاقد مع ماهر الحناشي الذي كان قبل موسمين محط أنظار الترجي والإفريقي بالإضافة إلى أندية خليجية قبل أن يستقر به الحال في القطر الليبي الشقيق ... كذلك "جوهر المناري" موجود حاليا بعاصمة الرباط في محاولة من اجل إقناع اللاعب بضرورة الدفاع عن ألوان الفريق الذي صنع منه لاعبا مشهورا بل وصل الأمر بهيئة "البنزرتي " الى مطالبة "المناري" بعدم مغادرة المنستير والإشراف على حظوظ اصناف الشبان في خطوة نبيلة وذكية في الآن نفسه لأن المساترية يدركون تمام الإدراك ما يكتنزه متوسط الميدان من مخزون كروي وفني يمكن توظيفه لتكوين وتخريج عشرات اللاعبين من أمثال "جوهر المناري"وإلى حد الآن فإن الإتحاد المنستيري متشبث بخدمات المناري سواء كلاعب او كمسير. نجم آخر كان في الماضي القريب يصول ويجول في ملعب "مصطفى بن جنات" بالمنستير وكل الملاعب التونسية على حد السواء "حمزة يونس" الذي طلبه الإتحاد من النادي الصفاقسي ووضعه على قائمة الإنتدابات، وهذا ليس مجرد جرد لاسماء اللاعبين الذين إنتموا سابقا للفريق لكن كل شيء موثق ، وقد شهدت المفاوضات مع "حمزة يونس" أشواطا متقدمة قبل أن يفضل اللاعب الإحتراف بالخارج حيث تؤكد آخر الاخبار أنه في ألمانيا قصد إجراء إختبار مع أحد اندية الدرجة الثانية ،وهو ماجعل الإتحاد المنستيري يحول انظاره نحو التعاقد مع مهاجم آخر رفيع المستوى ومرة أخرى حنكة ونضج هيئة الفريق تكون وراءإختيار لاعب أجنبي يعرف الملاعب التونسية جيدا ولن يضيع الفريق وقتا في إندماج النيجيري "أغبونا" وتأقلمه مع أجواء البطولة التونسية خاصة وأنه لعب موسمين لفائدة القوافل الرياضية بقفصة . تعزيز آخر لا يقل أهمية عن سابقه لكن في الخط الخلفي حيث لم يخالف الإتحاد العادة في التعويل على أصحاب الخبرة وجاء الدور على "زياد الدربالي" المدافع السابق للترجي الرياضي التونسي و هذه الصفقة شهدت تقلبات كبيرة وكادت خيوطها تنقطع بين الفينة والاخرى ففي الوقت الذي قدمت فيه هيئة الإتحاد عرضا بموسمين رفض اللاعب وطالب بموسم فقط وفي الاخير اقتنع الدربالي بمدة السنتين وتم إمضاء العقد ... وواصل الإتحاد إنتقاءه للاعبين ولم يخالف جل الأندية التونسية التي تعاقدت مع لاعبين ليبيين وحول وجهته إلى القطر الليبي وتعاقد مع "محمد الصناني" الذي رافقت حضوره إلى الفريق هالة كبيرة خاصة بعدما قيل عن امكانياته العريضة وعلّو كعبه. ولا يمكن ان نغفل انتدابات آخرى تمثل نجاحا للفريق وهي لاعب القوافل "حمزة الأدب" ولاعب جندوبة الرياضية "حسام القاني" وكذلك محمد أمين بن إسماعيل والكاميرونيان "إيريك" و "دين دين" ... كما نؤكد ّأن مفاوضات جارية على نسق حثيث بين الفريق ولاعب الشبيبة القيروانية "إسكندر الشيخ " من أجل الفوز بتوقيع اللاعب ...إذن إنتدابات بالجملة وموجهة وسياسة إستقطاب النجوم تتواصل في فريق عاصمة الرباط لكن الأكيد أن وراء هذا الدخول بقوة في سوق الإنتدابات الصيفية وبهذه الحكمة والحنكة رجالات النادي الذين يسعون إلى إعادة الإتحاد المنستيري إلى مكانه الطبيعي ضمن الكبار في مقدمتهم رئيس النادي الهادي البنزرتي . والسؤال الذي يطرح نفسه في ظل سياسة الانتدابات المكثفة التي ينتهجها النادي : هل يظهر الفريق في ثوب جديد يعيد الأمل لانصاره في رؤية الإتحاد ينافس على الألقاب ...؟