كرّم المهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية مصر بإعتبارها البلد العربي الثاني الذي انجز ثورته بعد تونس . وكان التكريم في شخص المخرجة المصرية "منى عراقي " و هي بالأساس صحفية متخصصة في التحقيقات الجريئة و الممنوعة ، بدأت مشوارها كمراسلة تابعة للتلفزة السودانية . أنتجت و أخرجت في 2010 أول فيلم وثائقي "الصومال أرض الأرواح الشريرة" و"وولفز بلايت " و آخر أعمالها "طبق الذيابة" .وهي تعمل حاليا لصالح الفضائيات المصرية "أوتيفي الحياة ". و تحدثت عن زيارتها الأولى لتونس و عن التكريم في اللقاء التالي : - ماذا تقول منى عراقي عن التكريم ؟ أسعدني كثيرا تكريمي في هذه الدورة الإستثنائية للمهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية الذي يأتي مباشرة بعد ثورة 14 جانفي ، فهو تثمين لعلاقات التآخي بين الشعبين التونسي و المصري اللذين أعطيا المثال لكل العالم في كيفية الثورة ضد الحكام الطغاة و الظالمين . و أنا أشكر هذه المبادرة لمهرجان عريق كمهرجان قليبية . - بإعتبارك عضوا في لجنة التحكيم ما هو تقييمك للأعمال المقدمة قبل ساعات من إعلان النتائج ؟ لقد فوجئت بالمستوى الراقي و الحرفية العالية للأفلام المقدمة في هذه الدورة ، فالشباب التونسي طموح و مكون تكوينا مميزا و ملتفا للإنتباه . و أنا أتوقع لهم مستقبلا باهرا فهم يعملون بإمكانيات بسيطة لكن هناك حب لما يقدمونه يلمسه المشاهد بكل وضوح . و أشكر كل المنظمين الذين يعملون كأسرة واحدة تشعرك وكانك في بيتك و هذه أخلاق التونسيين المعروفة عالميا . - كيف وجدت تونس في هذه الزيارة ؟ هذه زيارتي الأولى لتونس و قد زرت عديد المناطق ، والأمر الذي حيرني هو كيف يمكن أن يوجد فقراء في هذا البلد الثري بأراضيه الخصبة و سياحته و معماره ؟. أرجو أن تكون الثورة إنطلاقة جديدة وحقيقية للتونسيين حتى يعرفوا قيمة البلد الذي يعيشون فيه . - ما هو موقفك من مقاطعة المصريين لمهرجان دمشق السينمائي ؟ جاء قرار مقاطعة الممثلين المصريين لمهرجان دمشق السينمائي و أنا في تونس . لكني أساند هذا القرار الداعم للشعب السوري الذي نرجو أن ينجح في إخراج "الطاغية " بشار الأسد من السلطة . و أتمنى أن تساند بقية الدول موقف مصر من المهرجان السوري ، إحتجاجا على تجاوزات السلطة ضد المدنيين . - بالنسبة لعملك كصحفية متخصصة في التحقيقات ما هي الصعوبات التي تعرضت لها في الميدان ؟ ليس سهلا خوض غمار ميدان التحقيقات في بلد عربي فهناك عديد الخطوط الحمراء و القيود السياسية و الإجتماعية و الأخلاقية ، لكني أحببت هذا المجال رغم أني أخاطر بحياتي في كل لحظة فعندما قمت بانجاز شريط "طبق الذيابة " سكنت أسابيع في "حارة الزبالين" بمصر و عشت بينهم متنكرة و هذه الواقعية هي سبب نجاح الفيلم و نجاح كل ما قدمته . و هذا ما أريد أن يتعلمه المخرجون الشبان و نحن اليوم في مهرجان هواة و هو روح المغامرة و نقل الواقع دون خوف و هي رسالة سامية لا يدركها أي كان .