اختتمت أمس الدورة 26 للمهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية ، و التي كانت تحت عنوان "ثقافات المقاومة "و شهدت هذه الدورة كذلك غياب وزير الثقافة و المحافظة عن التراث عن حفل الاختتام ، أما الإمتياز فكان للفيلم الإسباني . • وزير الثقافة يتغيب عن حفل الإختتام أسدل الستار أمس عن فعاليات الدورة 26 لمهرجان قليبية بعد تنافس دام أسبوعا كاملا بين أكثر من 60 فيلما وتم توزيع الجوائز للفائزين في غياب واضح لوزير الثقافة ، و تستغرب إدارة المهرجان مواصلة الحكومة مقاطعتها للمهرجان حتى بعد الثورة التي ظنوا أن وضعهم سيتغير بعدها للأحسن خاصة مع السلطة التي تتجاهله منذ تأسيسه في الستينات إلى حد اليوم . لكن رغم تغيب الوزير فإن الحفل تم في ظروف طيبة وبحضور جماهيري كبير . و قد تخللت السهرة فقرات متنوعة فيها تعاون مع تظاهرات أخرى الأولى كانت شريط يصور تلخيصا للسهرات التي أقيمت بالشارع الرئيسي في تونس العاصمة ، مع بث شريط مطول لفعاليات مهرجان تازركة و الحملة التحسيسية التي قام بها للأطفال حول انتخابات 23 أكتوبر المقبل . • الإمتياز للفيلم الإسباني : حضر المهرجان وجوه سينمائية عالمية و مغاربية عرفت بنضالها على غرار السينمائية البرازيلية "أيارا لي" و الممثل البوركيني "حسن كاسي كوياتي" و المخرج الفلسطيني " عز الدين إسماعيل شلح" و السينمائي التونسي خالد البرصاوي و الكاتب الإسباني " البرتو أرسي" دن أن ننسى تكريم الثورة المصرية في شخص الصحفية و المخرجة المصرية "منى عراقي ". كل هذه الشخصيات حاولت إختيار الأفضل من الأفلام فكان توزيع الجوائز كالآتي : - الجوائز الموازية : • جائزة الجمعية الوطنية للنهوض بالنقد السينمائي منحت لفيلم "la luna " لريم النخلي من تونس • جائزة جمعية قدماء السينمائيين الهواة منحت لفيلم ذاكرة شيخ : نادي الحامة الأرواح المحترقة : نادي حمام الغزاز • جائزة فرع تونس لمنظمة العفو الدولية أعطيت لفيلم "الأرواح المحترقة " من تونس - الجوائز الرسمية : • المسابقة الدولية الصقر الذهبي للفيلم الإسباني "fabrica de munecas" • المسابقة الوطنية أفلام الهواة المستقلين فاز فيلم " البنية التحتية " أفلام المعاهد قدمت لفيلم" la luna" - أما بقية الجوائز فكانت كالتالي: • أحسن سيناريو "شنشانة ليسرى العابدي من تونس • أحسن صورة لغسان بن سلامة • إستقبال ملكي رغم قلة الإمكانيات عرف مهرجان قليبية منذ نشأته بثورته فكريا و عمليا النظام البورقيبي و نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي و لمسنا هذا عبر الأفلام التي بثت في هذه الدورة و التي كانت ممنوعة من البث في السنوات الفارطة ففوجئ الجميع بكونها تحدثت عن الثورة قبل وقوعها في كل المواضيع المطروحة . وجعل هذا التصدي للنظامين السابقين المهرجان منبوذا من السلطة و لا تخصص له سوى ميزانية ضعيفة لم تتحسن حتى بعد الثورة ففي هذا السنة لم تتجاوز 32 ألف دينار دون الدعم بأي شكل من الأشكال. المثير للإهتمام هو رغم ضعف هذه الميزانية فإن كل المنظمين يعملون بحب كبير و كلهم يتطوعون لنجاح المهرجان و السر هنا أن الشباب ترعرعوا فيه منذ الطفولة فتلمس جليا الروح الأسرية بين كل الحاضرين من إدارة و لجنة تنظيم و حتى المشاركين . و يحاول الكل توفير المعلومة و الراحة للضيوف بشتى السبل فينقلون لك حب المهرجان في أبسط التفاصيل . و هذا هو سر مهرجان قليبية الذي يجعله صامدا في وجه الصعوبات طيلة 26 سنة من القمع و التجاهل .