يعتبر السينمائي الشاب وليد الطايع من أبرز أبناء جيله بلغته السينمائية التي تجمع بين البساطة التقنية والسخرية السوداء في المقاربة...ووليد دارس لعلم الاجتماع وناشط في جامعة السينمائيين الهواة وجامعة نوادي السينما وفي منظمة العفو الدولية فرع تونس... وليد الطايع من مواليد 12 جويلية 1976، يكشف كل أوراقه دون مواربة ويضعك أمام خيارين إما أن تحبه أو أن تلفظه بشكل نهائي ولكنه يقول كلمته دون أي تردد في أفلامه من "بهجة"إلى "هيلمان" ف"العيشة" الذي يشارك به في المسابقة الرسمية لمهرجان الفيلم المتوسطي القصير بطنجة حيث كان لقاؤنا ... *توج فيلم "العيشة" في أكثر من مهرجان من بينها أيام قرطاج السينمائية 2010 فهل مازال محافظا على شبابه؟ الفيلم جاب العالم طولا وعرضا ، فقد عرض في تطوان 2010 وفي طريفة بإسبانيا ومهرجان أبو ظبي السنة الماضية ومهرجان الجزر بإفريقيا والمحيط الهادي بالزنجبار وحاليا يعرض في "بيزنسون" في فرنسا وفي جزيرة لارينيون وقبلها في النرويج ... عموما عرض في قرابة 30 مهرجانا وتوج بثلاث جوائز كبرى *هل هو فيلم الحظ لديك؟ "ما نعرفش" حتى "هيلمان" لقي الاستحسان ولا ننسى أنه عرض في مهرجان برلين لكن ربما هناك نضج اكثر وتدرج طبيعي نظرا لتراكم التجربة *هل أنت جاهز لفيلمك الروائي الطويل الأول؟ فعلا لقد شرعنا في التحضير لفيلمي الأول بعنوان "فتارية" الذي سنصوره سنة 2012 من إنتاج "بروبقندا" لنجيب بلقاضي وعماد مرزوق كما صورت فيلما ب26 دقيقة وهو شريط يتضمن ثلاث حكايات بعنوان "بوليتيك "بدأت فيه قبل الثورة و أنهيته بعدها . *هل أنت من الذين ركبوا على الثورة !؟ لا أنا راكب "ع الحمراء "كما تقول الأغنية "ما عملتش فيلم على الثورة " اعتقد انه علينا أن نسائل الواقع ونفهم ما حدث في بلادنا ولذلك أنا بصدد الإعداد لفيلم عن 55 سنة من التعذيب في دولة الإستقلال بعنوان "بلد الفرح الدائم "من إنتاج درة بوشوشة *يفترض في من ينجز فيلما سياسيا أن يكون مناضلا سياسيا وهو ما لا يتوفر فيك؟ "ما عندكش تاريخ وراك " بالعكس في رصيدنا تاريخ صمود فإلإنتماء لمهرجان قليبية و الجامعة التونسية لنوادي السينما وسينما الهواة هو عنوان صمود جيل كامل ضد رداءة نظام بن علي و في وجه الثقافة البنفسجية *الثقافة البنفسجية هي التي كانت تمول لكم أفلامكم؟ أولا الدعم ليس مزية من احد ومن حقنا أن نحظى بالدعم وهذا ليس مرتبطا بصنف النظام القائم "ما هيش فلوس بوه" أما عني شخصيا فلم اتحصل على الدعم من وزارة الثقافة سوى مرة واحدة لفيلمي "العيشة". * "درة بوشوشة" التي ستنتج فيلمك عن التعذيب كانت مديرة أيام قرطاج السينمائية لدورتين في ظل نظام بن علي؟ وما المشكل في ذلك؟هي لم تناشد ولم تصفق لأحد وساندت السينمائيين الشبان بصدق وفتحت لهم الأبواب...لست أدافع عنها ولكنها الحقيقة *هل حان الوقت ليرتاح جيل الكبار من السينمائيين؟ جيلنا فرض نفسه بالفيلم القصير منذ سنة 2006 بتجربة الأفلام القصيرة لإبراهيم اللطيف نحن لا ننتظر من أحد أن يتنازل عن مكانته لنا فكل جيل يقوم بدوره في مرحلة ما ولسنا في خصومة مع أحد ولكن لا بد من الاعتراف بأن هناك إخفاقات ورداءة مدة 15 سنة للسينما التونسية وجيل الشباب هو من عبر عن الانغلاق والاختناق السياسي من خلال الأشرطة القصيرة في سينما الهواة كما في السينما المحترفة *أليس غريبا غياب الروح الساخرة في سينما الشباب؟ أنا معك في هذه الملاحظة ولا أفهم سبب ذلك... لاحظ حتى هنا في طنجة طغت في اليومين الأولين تيمة الموت وتيمة الاغتصاب فالشخصيات إما تموت وإما يتم اغتصابها وهذه القتامة لا افهمها في شعوب متوسطية معروفة بحبها للعيشة و"الفرح الدائم" ربما هي حيرة وجودية عند مخرجي المتوسط المحب للحياة "ماركة جو وشيخة " أو لعل هؤلاء المخرجين في قطيعة مع مجتمعاتهم ... "خايف من موضوع غدوة...أفلام صربيا وسلوفينيا يا ميمتي اللطف "... *هل تنتظر التتويج؟ "ما نعرفش"... هناك أفلام جيدة مثل شريط إيلي كمال "واحد ونصف" بطولة كارمن لبس ...فيلمي توج سابقا ولذلك لا مشكل إن لم أتوج في طنجة *هل تفكر في خوض غمار التمثيل؟ نعم سأخوض التجربة في فيلم قصير بعنوان "الوتيد" ( النطق الشعبي للكلمة الفرنسية Etudes والمقصود بها دروس التدارك للتلاميذ) سأقوم بدور الأستاذ الذي يقدم دروس تدارك حول صدمة الحداثة وسيقوم بدور التلميذ ياسر زنتور وهو شاب اكتشفته في فيلمي"بوليتيك"