*مبعوثنا الخاص- محمد شكري قدمت مريم ريفاي شريطها الأول قبل سنوات بعنوان"الأيام الحلوة"الذي عرض في أيام قرطاج السينمائية 2008 عن "هاجر" امرأة تونسية تعيش في فرنسا رفقة زوجها المهاجر غير الشرعي منذ أربعين سنة ...يموت الزوج فتجد هاجر نفسها وحيدة تواجه مصيرها ... مرة أخرى تختار مريم ريفاي- إبنة المونتيرة كاهنة عطية- فتح ملفات نسائية بفيلمها"Tabou-بيضاء" الذي يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان الفيلم المتوسطي القصير بطنجة المغربية ، والفيلم حائز على المهر الفضي في مهرجان الفسباكو(فيفري-مارس 2011) من بطولة آمال المثلوثي(المطربة الرسمية بعد ثورة 14 جانفي) ورؤوف بن عمر ودليلة مفتاحي وأحمد أمين بن سعد...التونسية إلتقت مريم ريفاي في الحوار التالي • لماذا يحمل الفيلم عنوانين؟ بيضاء بالعربية وTabou بالفرنسية؟ أردت أن يكون هناك تكامل بين العنوانين فبيضاء هي قطة ليلى الشاهدة على ما حدث لها أيام الطفولة وهي الغريزة في الإنسان وهي كذلك نقاء الطفل وصفاؤه قبل أن تدنسه الحياة • هل إزدواجية ثقافتك وإقامتك خارج تونس تمنحانك مسافة لا تتوفر لغيرك لتناول مواضيعك السينمائية؟ أنتم أقدر مني على الإجابة ...أنا أقدم أفلامي فقط • هل تتعرضين لنفس الضغوط التي تعيشها مخرجة مقيمة بيننا؟ عندما أصور في تونس أعيش نفس الظروف ولا أعتقد أن إقامتي في الخارج تمنحني امتيازا على سينمائي مقيم في الداخل • يطرح فيلمك من جديد علاقة المرأة بجسدها من خلال موضوع الاعتداء الجنسي على الأطفال، ألا تخشين ردة فعل بعض الأطراف غير الودية تجاه السينما كما حدث مع فيلم نادية الفاني"لائكية إن شاء الله"؟ فيلمي عرض منذ سبتمبر 2010 في تونس ولم أفكر في إثارة جدل مع أي كان...حين كتبت الفيلم كان هاجسي هو الخوف على أطفالنا جميعا فكثير منا يتصور أن الصمت والنسيان كفيلان بلملمة جراح الماضي وهذا غير صحيح حتى إذا نسيت فإن الجسد لا ينسى ويتكلم بطريقته ...لا يهمني أن أتصادم مع أي كان أنا أدافع عن أطفال تونس وحقهم في الحياة • سلمى بكار هي منتجة الفيلم والممثلة التي قامت بدور ليلى الطفلة تدعى سلمى بكار فهلا هناك قرابة تجمعهما؟ أتصور ذلك ولكني لا أجزم بصراحة وفي كل الحالات ليست سلمى الكبيرة هي التي قدمت لي سلمى الصغيرة • الفيلم يحمل بعض أفكار سلمى بكار المنتجة بخصوص مكانة المرأة في المجتمع فهل نفهم من ذلك تأثيرها في مقاربة الفيلم الذي يحمل إمضاءك؟ سلمى بكار ساندت الفيلم مع المحافظة على حقنا في المبادرة وحريتنا في الإبداع "كانت معانا ليل ونهار" ولكنها لم تفرض رأيها ولم تمارس أي وصاية علينا ... ربما أفلامها أثرت في حتى قبل أن اعرفها وهذا أتشرف به، ولكن الثابت أن إحترامي لسلمى بكار تضاعف بعد أن عرفتها من قريب • كلما تم تقديمك يتم ذكرك باعتبارك إبنة كاهنة عطية،هل يزعجك الأمر؟ حين كنت صغيرة كنت أنزعج من هذا الربط بيني وبين أمي ... أما الآن فأقول إنه من حسن الحظ أني من بين أفراد عائلتي وجدت مدرستي الأولى في السينما ...أنا ابنة كاهنة عطية ولكن كاهنة ساعدت كثيرا من السينمائيين الشبان غيري... • أنت سينمائية شابة من جيل يحاول القطع مع الماضي، ألا يمثل تعويلك على ممثلين "مستهلكين "سينما وتلفزة(رؤوف بن عمر ودليلة مفتاحي) عبئا عليك؟ • أنا لم أتعامل مع الممثلين على أنهم مستهلكون... هم رجال مسرح وسينما قبل كل شيء ... وربما لا أفكر في الموضوع بهذه الطريقة لأني لا أشاهد التلفزيون التونسي بحكم إقامتي في فرنسا • هل تفكرين في جائزة ساعات قبل حفل الاختتام؟ "أنا جاية وفرحانة برشة لأني جيت" ما يهمني هو عرض فيلمي هذه هي الجائزة الحقيقية ...من المهم أن يعرف الجمهور أن السينما التونسية حية لا تموت ودماؤها تتجدد... • لماذا عولت على آمال المثلوثي في بطولة الفيلم؟لماذا لم تقومي بالدور بنفسك خاصة وأنه سبق لك التمثيل في "صيد الريم"؟ لم أفكر لحظة واحدة في أن أكون أنا الممثلة الرئيسية...لست ممثلة أنا مخرجة وكان علي أن أتفرغ لمهمة الإخراج ... • متى نشاهد فيلمك القادم؟ كنت بصدد كتابة شريط قصير ولا بد من أن أعترف بأن ثورة 14 جانفي جعلتني أتوقف عن الكتابة حتى أعيش ما يحدث كمواطنة ...لا بد من أخذ مسافة مما يحدث • هل تخشين من اتهامك بالركوب على الثورة؟ الموضوع أكبر من الركوب أو عدم الركوب ...كان لزاما أن يصور السينمائيون ما حدث... سنحتاج هذه الشهادات والصور من أجل تاريخنا ومستقبلنا أيضا ، حين تختار أن تكون سينمائيا لا يهمك ماذا يقال عنك ....صدقني ...