تسعون دقيقة تفصل الترجي الرياضي عن الدور النهائي لكأس رابطة الأبطال الإفريقية ... تسعون دقيقة سيكون مسرحها ملعب رادس مساء السبت القادم في السادسة والنصف مساء لكن ومع الأسف الشديد أمام مدارج خالية بعد عقوبة الكنفدرالية مما سيحرم ممثلنا من دعم ومساندة أحبائه الذين كان البعض منهم في الحقيقة السبب في إجراء المقابلة دون جمهوروهو عامل يلعب في صالح الفريق الضيف بدون شك. الهلال أعد العدة في مصر وقدم دون ضغوطات الفريق الضيف الهلال السوداني حل اليوم بتونس قادما من العاصمة المصرية القاهرة حيث تربص استعدادا لهذه المواجهة وأجرى لقاء وديا ضد حرس الحدود انتهى بالتعادل بعد أن غير مدربه الصربي ميشو بمدرب سوداني من أبناء الهلال... " الزعيم " مثلما يلقبونه في السودان يأتي إلى تونس بدون ضغوطات فليس لديه ما يخسره بعد أن انهزم فوق أرضه وأمام جمهوره في الذهاب ... هو سيحاول وسيضع كل ثقله في الميزان لقلب المعطيات وإن نجح في ذلك فهو سيحقق إنجازا بطوليا وإن لم يفلح فلن يلوم أحد بما أن عثرة أم درمان قلصت من حظوظه في التأهل إلى المباراة النهائية... إذن من هذه الناحية فإن الضغوطات مسلطة على الترجيين وذلك على الرغم من أسبقية هدف المساكني في الخرطوم فأبناء نبيل معلول مطالبون و مدعوون إلى تأكيد فوز الذهاب والمرور إلى العرس الختامي عن جدارة واستحقاق. الهلال غالبا ما تألق بعد التعثر فوق أرضه شيء آخر هام بالنسبة لهذا اللقاء ولا بد أن يأخذه الترجيون وخاصة نبيل معلول وأبناؤه بعين الإعتبار وهو أن منافسهم الهلال السوداني غالبا ما تألق خارج أرضه بعد كل عثرة في الخرطوم... نعم فهو ينتفض كأروع وأحسن ما يكون بعد أي كبوة في أم درمان ... هو لا يتعثر كثيرا فوق أرضه لكن المرات النادرة التي حصل فيها ذلك شهدت تداركا من جانبه في الإياب فوق أرض منافسيه وآخرها منذ سنتين حين فاز على مازمبي في مثل هذا الدور بهدفين لصفر في لوبومباشي بعد هزيمته في السودان في الذهاب بأربعة أهداف لاثنين وكاد حينها أن يقتلع ورقة التأهل من أبناء موييز لولا التحكيم. الإدراك بصعوبة المهمة ... ولا لاستسهال المنافس إذن ها إن الترجيين قد أنذروا بأن مباراة الإياب ضد الهلال يوم السبت لن تكون سهلة بالمرة بل ستكون أصعب من لقاء أم درمان في مجرياتها وتطوراتها على غرار المساحات في مناطق المنافس والتي لن تكون موجودة مثل لقاء الخرطوم... أكيد أن نبيل معلول يدرك كل ذلك ويمكن بالتالي الإعداد لهذه المواجهة بالجدية اللازمة وتحذير اللاعبين من مغبة استسهال المهمة والإعتقاد أن أمر التأهل إلى النهائي قد حسم إذ لا شيء رسمي إلا بعد الصفارة النهائية للسيشالي سيشرون... مفتاح النجاح هو قطعا الإنضباط الذي سينزل به الترجيون إلى الميدان فهو الذي سيحدد مردودهم في هذا اللقاء وهو الذي سيسهيل المهمة عليهم أو سيعسرها... لذا فإن مصيرهم بين أيديهم أو بالأحرى في أقدامهم وأذهانهم خاصة فهم الذين يملكون فنيا ونفسانيا مقومات وأسباب النجاح فإن أعطوا " حق اللقاء " فإنهم سيجنون ثمار ذلك بمستوى مرموق ونتيجة إيجابية وإن حصل عكس ذلك فتصعب عليهم المباراة وسيكون حتى الترشح صعبا وبألم شديد و "فجعات" لا يريدها الأحباء... إذن لا بد من التركيز على الجانب النفساني حتى ينسى الترجيون تماما فوز وتقدم مباراة الذهاب ويكون دخولهم في لقاء السبت على النحو المطلوب وهذا هو الدور الأساسي الموكول إلى الإطار الفني لأننا صراحة لا نريد أن نسمع هذه المرة بعد اللقاء الإسطوانة التي مللناها وهي " تلك هي عقلية اللاعب التونسي فرغم التوصيات والنصائح فإن نتيجة الذهاب غلبت على فكر اللاعبين وحصل التراخي آليا وغير شعوري " ... هذا ما لا نريد أن نسمعه بعد المباراة من فضلكم وهذا يمر عبر التحضير النفسي الذي يعد هاما في مثل هذه الادوار المتقدمة من رابطة الأبطال الإفريقية !