مع اقتراب موعد التصويت لانتخابات المجلس التأسيسي يوم الأحد برزت مخاوف من عدة تأثيرات جانبية قد تنعكس سلبا على التصويت وعلى مستقبل تونس الذي يظل رهين ما ستحدده أحكام الصندوق وما اختاره التونسيون. حضور المراة في القائمات المترشحة والذي كان دون حضور الرجال طرح مسالة أخرى أكثر أهمية وهو حضور المراة في التصويت فهل ستكون موجودة بالقدر الكافي الذي سيؤهلها لإثبات اختيارها كمواطنة تونسية ؟ وما المبرر لمخاوف الكثيرين من مصادرة صوتها والتحكم في اختيارها من قبل الزوج والأخ والأب ؟ نساء مسلوبات الإرادة نرجس عياري لم تبد مخاوفها بل أرتنا عينها التي تحمل كدمات زرقاء ونسخة من شكواها ضد زوجها الذي اعتدى عليها لإجبارها على التصويت لحزب انضم له مؤخرا قائلة:" لقد تعرضت للعنف و"أكلت طريحة نبّاش القبور " من اجل حزب يفرض علي زوجي التصويت له وهو أمر اعتبرته اهانة لي ولحريتي ولكرامتي ورفضته البتة وكلفني تلك الكدمات ." وقالت نعيمة برغل (موظفة ) :" المراة لها شخصيتها وحريتها الكافية التي تجعلها تقرر بنفسها دون تبعية ولا املاءات وان وجدت فئة من المضغوط عليهن فعليهن تقرير لمن سيصوتن دون خوف ولاتردد لان الأمر مرهون بخلوة تقرر فيها ماتريد وتختار الحزب الذي يمثلها ويتبنى مشاغلها وأولوياتها كمواطنة . وأضحت بسمة البشيني (موظفة ):" نحن ضد امرأة مسلوبة الشخصية والإرادة وأملنا أن تفهم النساء التونسيات بمختلف أطيافهن وشرائحهن أننا نحتاج إلى التخلص من الإطار المزيف الذي وضعنا فيه "بن علي" والى مساواة فعلية وغير صورية وتامة مثلها مثل الرجل والأكيد أن الانتخابات فرصة للتونسيات جميعا لإثبات أنفسهن وتواجدهن وتكريس مواطنتهن وتخلصهن من العقلية الرجالية التي يجب أن نعترف انه لا يمكن لها أن تتغير بين ليلة وضحاها. المراة مهددة بمصادرة صوتها واكدت السيدة منيرة يعقوب رئيسة قائمة حزب النضال التقدمي في منوبة :" هناك أمر يجب التطرق له والتنديد به وهو أن المرأة وخاصة في القرى والأرياف مهددة بمصادرة صوتها وبالضغط عليها صلب العائلة والمحيط للتصويت إلى قائمات معينة دون أن يحق لها الاختيار بحرية وشفافية والخوف مشروع من أن تؤثر تلك العقلية والمرتبطة غالبا بهيمنة السلطة الأبوية والنظرة الدونية للمرأة على الحضور للتصويت في مكاتب الاقتراع يوم الانتخابات." فيما قالت السيدة علياء ابراهيم رئيس قائمة بحزب الخضر للتقدم: "لقد لمست خلال جولتي في الأحياء والمناطق احتراما كبيرا للمرأة المترشحة للمجلس التأسيسي لكن ما نأمله فعلا هو أن لا تمارس الضغوطات على المراة الناخبة بتوجيهها وفق "القرابة" و"العروشية " وعدة اعتبارات غير ديمقراطية وتتنافى ومبادئ الثورة المجيدة التي نادت بالحرية والكرامة لكل الفئات . ومن جانبها قالت نوال الهميسي رئيسة قائمة الاتحاد الديمقراطي الوحدوي: هناك مخاوف فعلا خاصة ان مبدأ التناصف في الترشح استعمل كرقم وليس كحضور سياسي والدليل ان حضور المترشحات في الحملة والزيارات الميدانية كان ضئيلا وأملي أن تفهم الناخبات ان عملية الانتخاب هي واجب وطني يجب ان يكون ناتج عن وعي و ثقافة سياسية دون الخضوع لتبعية الرجل او أي طرف كان, ويجب ان تفهم ان العملية رهينة خلوة تحدد فيها قرارها النابع عن ضميرها وقناعتها الخاصة."