كما هو معلوم يشهد نهاية الأسبوع الجاري عودة الروح للبطولة الوطنية لكرة القدم من خلال إجراء لقاءات الجولة الافتتاحية لرابطة الأبطال المحترفة الأولى والثانية على 3 دفعات الجمعة والسبت والأحد . إلا أننا اصطدمنا بواقع مرير وهو عدم توفر ملاعب جاهزة لاحتضان المباريات حيث ثبت أن ما لا يقل عن 10 ملاعب لا يمكنها احتضان مباراة كرة قدم لأسباب متفاوتة إما لحالة العشب الرديئة وإما لعدم استكمال عمليات التهيئة والصيانة وهي عوامل لا تبشر بخير ولا تشجع حتى على الحضور الجماهيري الذي يرغب في الفرجة والمتعة خلال المباريات ، 10 ملاعب بالتمام والكمال منها 6 ميادين لفرق الرابطة المحترفة الأولى وهي ملاعب جرجيس و قابس و الشاذلي زويتن ، باجة وحمام الأنف وكذلك المفاجأة الكبرى "ملعب المنزه" الذي يعاني منذ مواسم من نوعية العشب الرديئة ورغم التطمينات وخضوع هذا الملعب إلى تهيئة وصيانة إلا أن الحالة بقيت على ما هي عليه خلال هذا الموسم هذا فضلا عن أربعة ميادين في الرابطة المحترفة الثانية ، وهو ما سيزيد من معاناة الفرق وحتى سلطة الإشراف والمكتب الجامعي سيجدان نفسيهما في مأزق رغم أنفهم ولعل حادثة تغيير ملعب جرجيس ليلة أمس والتحول إلى ملعب المنافس لإجراء المباراة الافتتاحية سيشمل عدة فرق أخرى كالتي ذكرناها آنفا وإن وجد فريق ترجي جرجيس ضالته في ميدان منافسه الذي لا يبعد عنه مسافة كبيرة فإن أندية أخرى ستجد نفسها أمام إما التأجيل أو كراء ملاعب في الوقت الذي تعاني فيه جميعها من ضائقة مالية خانقة ولعل الأسئلة التي تطرح نفسها أين مصالح البلدية من كل هذا ؟ ألم يكن بالأجدر من وزارة الشباب والرياضة تحسيس هذه المصالح بالقيام بدورها بأسرع وقت عوض أن تهتم بملف الجلسات الإنتخابية وتكف عن التدخل في الأمور التي ليست من مشمولاتها ؟ المكتب الجامعي بدوره ألم يكن يدرك خطورة "عدم جاهزية الملاعب بتونس" ؟ ألم يكن بإمكانه أيضا القيام بواجبه ومحاولة إجبار السلطات المحلية على صيانة الملاعب قبل إقراره عودة البطولة عوض التراشق بالاتهامات والتهديد بالاستقالات والبحث عن إصلاح أخطاء بأخطاء أخرى ؟ أين مصلحة الرياضة في تونس التي ينادي بها اعضاء الجامعة في كل تصريحاتهم ؟؟... أليس من العيب إقرار عودة البطولة في هذا التاريخ واعتبار هذا القرار " شجاعا" والحال أن أبسط متطلبات نجاح مباراة كرة قدم غير متوفرة ؟ أسئلة عديدة مطروحة لكنها تبقى مشروعة في ضوء التصريحات الواهية" و"الشعارات الفضفاضة " التي لا تراعي على الإطلاق حاجة الشعب التونسي إلى متنفس جديد بعد الإنتخابات وتطلعاته إلى عودة البطولة من الباب الكبير بعد موسم استثنائي طغت عليه التصريحات النارية والاتهامات !!؟
